إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، وكما قال الشاعر (إلى الله أشكو لا إلى الناس فقده.. ولوعة حزن أوجع القلب داخله).. الموت حق ولكن من الغرائز التي أودعها الله في نفوس عباده تألم الإنسان وحزنه عندما يفاجأ بفقد من يعز عليه فيبقى ذكره هاجسًا محزنًا، فالأصدقاء الحقيقون يصعب إيجادهم ويستحيل نسيانهم.
لقد وقع نبأ رحيل أخي العزيز (أبوفيصل فهد بن عبدالله البكران المتحدث الرسمي لوزارة العدل السابق) صباح يوم الخميس الموافق 5 - 8 - 1437هـ كالصاعقة، لقد عشنا سويًا سبعة وثلاثين عامًا (صديقًا - وقريبًا - وزميل عمل بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم وزارة العدل ثم تقاعدنا مبكرًا جميعًا)، فمن النادر أن تجد هذه الصفات في شخص. خلال هذه السنوات لم أذكر يومًا من الأيام أنه ضايقني بكلمة واحده، أسراري عنده وأسراره عندي، يشاورني وأشاوره بأي أمر لنا.. عندما طلب مني أن يتزوج أختي شرط علي شرطًا واحدًا (عند الموافقة على زواجي من أختك أن يبقى ما بيننا من صداقة من دون تغيير وألا تحول الصداقة إلى مجاملة)، كانت علاقته بعائلته صديقًا ناصحًا محبًا لهم وموجهًا ومصاحبًا لهم في رحلاتهم ومشاركاتهم في اجتماعاتهم. يتمتع بخصال حميدة، لين الجانب ذو سجايا حسنه، بشوش الوجه لا تمل من مجلسه ومحادثته وبعض من أشعاره. كسب قلوب الجميع بطيبته ومساعدته للآخرين، كان بارًا بوالديه وكان وقت حادث الوفاة ذهابًا لزيارة والديه، خدم دينه ثمَّ وطنه بكل إخلاص وتفانٍ طول حياته. بعد صلاة الجمعة الموافق 6 - 8 - 1437هـ تم الصلاة عليه في مسجد الملك خالد بأم الحمام وقد اكتظ المسجد بمئات المصلين المحبين له، ثم تبعه خلق كثير إلى مقبرة عرقة التي دفن فيها وكلهم يدعون له ويترحمون ويذكرون محاسنه. وما أكثر المعزين فيه ولعائلته في منزله من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة المحبين له يدعون له بالرحمة. فهنيئًا لك بذلك. فالحمدلله على نعمة الدعاء نبر بها الميت. فأسأل الله أن تكون من الشهداء وأن يغفر لك ويرحمك ويكرم نزلك، اللهم جازه بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور وأجعله روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا وإياه ووالدينا ووالديه وجميع من أحبه والمسلمين في الفردوس الأعلى من الجنة..
ونتقدم بالشكر الجزيل لكل من واسانا في فقيدنا حضوريًا وهاتفيًا ونخص بالشكر الذين شملوا الفقيد بعنايته وخفف عن أسرته أحزانهم وآلامهم سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي الشيخ الدكتور محمد العيسى وزير العدل السابق ومعالي الشيخ الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل ومعالي الشيخ الدكتور خالد اليوسف رئيس ديوان المظالم وسعادة الدكتور عبدالملك آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز العيسى عضو مجلس الشورى والشيخ الدكتور عبدالرحمن الداود عضو مجلس الشورى السابق ومعالي الاستاذ عبدالرحمن الدهمش المشرف على مكتب معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والاستاذ عبد الرحمن الدهمش محافظ ضرماء السابق والاستاذ عبدالرحمن البراهيم والاستاذ عبدالله العثيم وأبناؤه.. ونعتذر للجميع لعدم ذكرهم لكثرة أقاربه ومحبيه.. ونسأل الله أن يجعله في موازين حسناتهم وألا يريهم مكروهًا.
- ناصر بن عبدالله الدهمش
Nasser.a.d@hotmail.com