الرس - سليمان اللزام / تصوير - صالح العقيل:
مركز هلال أحمر واحد لا يكفي.. هذا ما أجمع عليه سكان محافظة الرس التي تشهد نمواً عمرانياً وسكانياً وضعها في مصاف المحافظات الكبرى بـ 100 ألف نسمة، ومساحة شاسعة تضم عدداً من المراكز والقرى، تباعد المسافات، وارتفاع معدلات الحوادث جعلت مركز الهلال الأحمر الأوحد في المنطقة غير قادر على تلبية احتياجاتها. «الجزيرة» طرحت المشكلة تحت المجهر باستضافة عدد من الأهالي والمسؤولين في المنطقة.
يؤكد محمد بن صالح العوفي وهو عضوا في المجلس البلدي في محافظة الرس، بأن مركزاً واحداً للهلال الأحمر في المحافظة يجعله تحت الضغط من كثرة تزاحم الطلبات والاتصالات التي ترد إليه من كافة الجهات والمراكز والقرى التابعة لتقديم حالات إسعافية أو إنقاذ أو نقل مصابين في حوادث الطرقات.
وتابع العوفي يقول: «من ينظر لمساحة محافظة الرس واتساع نطاقها وما تخدمه من مراكز وقرى وهجر تمتد لمسافات بعيدة بمختلف الاتجاهات وزيادة عدد السكان يتضح له أن هناك حاجة كبيرة لوجود أكثر من فرع للهلال الأحمر».
وبين العوفي باعتباره عضوا في المجلس البلدي للمحافظة فأن زيادة الضغط على المركز الوحيد يعيق انسيابية الحركة ويشتت انتباه العاملين فيه ويجعلهم غير قادرين على تلبية كل المتطلبات ولا يغطون كل الاحتياجات. وقال: «لا نقلل من الجهود التي يبذلها القائمين على الهلال الأحمر قياساً على الأعباء الملقاة على عاتقهم ومساحة المحافظة واتساع نطاقها ، بسبب عدم وجود مراكز أخرى مساندة تغطي عند الحاجة وتخفف الضغط على المركز الرئيسي».
انشغال الهلال الأحمر
وفي السياق ذاته تحدث لـ «الجزيرة» صالح عبدالله العضيب، عن أحد المواقف التي تعرض لها بسبب تأخر الهلال الأحمر عن مباشرة حالة ابنه عندما تعرض لحادث مروري على طريق الملك عبدالعزيز ـ أحد الشوارع الرئيسية في محافظة الرس ـ حيث يقول: «ظل ابني ينزف لفترة طويلة وهو ينتظر وصول الهلال الأحمر وبعد فقدان الأمل في وصوله بسبب انشغاله في إسعاف حالات أخرى اضطر أحد المواطنين لنقله إلى المستشفى بسيارته الخاصة وهي طريقة غير صحية طبعا، لكن نحمد الله جاءت العواقب سليمة ولم يتعرض المصاب لأذى أو مضاعفات».
ويؤكد العضيب ـ الذي يعد من أعيان منطقة الرس ـ أن هناك حاجة ملزمة لوجود مراكز أخرى للهلال الأحمر في المحافظة، كما أن الحاجة قائمة لسيارات إسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات ليكون انتقالها ووصولها لمكان الحادث في وقت قياسي سعياً لإنقاذ المصابين ونقلهم بأسرع وقت إلى المستشفيات.
30 عاما مكانك سر
وهنا يقول لنا عبدالعزيز البطي من أهالي الرس: «إن خدمات الهلال الأحمر في المحافظة تغطي مساحات واسعة تمتد إلى الطريق السريع حتى عقلة الصقور من جهة المدينة المنورة وهي مسافة بعيدة جداً، وكذلك الحال من جهة الجنوب حتى حدود بلدة نفي، والملاحظ أن إمكانات الهلال الأحمر في الرس لم تتغير منذ 30 عاماً».
ويضيف البطي: «في بعض الأحيان يتم الاستعانة بفرقة من البدائع التي تبعد عنا نحو 25 كيلو متر أو رياض الخبراء التي تبعد نحو 27 كيلو متر والتي تمد يد العون إلى داخل محافظة الرس وخاصة في حال وجود حادث بعيد أو عدة حوادث». ويواصل حديثه: «إذا كان حادثا على الطريق فأن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً كي يصل البلاغ وبالتالي تأخر في وصول سيارة الإسعاف، وهو الأمر الذي قد يتسبب في تفاقم حالة المصابين وتأثرهم صحياً أو تعرض حياتهم للخطر لأن الوصول إلى الرس يستغرق نصف ساعة أو تزيد وهذا وقت طويل جداً.على شخص مصاب».
خدمة على مدار الساعة
وفي موقع آخر من منطقة الرس، أتفق المواطن منيع بن محمد الروضان من أهالي محافظة الرس، في حديثه لـ «الجزيرة» على ما تناوله عدد من الأهالي حول الحاجة الضرورية إلى أكثر من مركز للهلال الأحمر في محافظة الرس.
وثمن الروضان للقائمين على الهلال الأحمر بما يقومون به من جهد وعمل إنساني وتجاوبهم السريع مع الاتصالات التي تردهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ثقافة البعض غير مكتملة حول خدمات الهلال الأحمر إذ يظن هؤلاء أنه يغطي الطرق السريعة فقط دون غيرها وهذا غير صحيح فالهلال الأحمر يغطي الحوادث على الطرق السريعة والطرق الأخرى الخارجية وداخل المدن والمحافظات، كما أنه يهتم بنقل المصابين والمرضى من مكان الحادث أو حتى من المنازل ويقدم خدمات جليلة وكبيرة على مدار الساعة، حيث يكون فريقه متواجداً بشكل دائم لتلبية متطلبات المواطنين والتجاوب مع اتصالاتهم.
على الجانب الرسمي أبدا المتحدث الرسمي في هيئة الهلال الأحمر في منطقة القصيم محمد بن عبدالله الجعيثن، تفهمه لطلب الأهلي بإيجاد أكثر من مركز للهلال الأحمر في المنطقة، مؤكد في نفس الوقت أن طاقة أفراد المركز من موظفين ومسعفين وسائقين تجاوزت النصاب المحدد بواقع 16 موظف ما بين مسعف وسائق والأغلبية من المسعفين، نافيا وجود أي نقص في عدد سيارات الإسعاف في المركز.
وأشار الجعيثن إلى أن سيارات الإسعاف الموجودة حاليا تغطي فرق المناوبة بواقع سيارة أساسية وسيارة احتياطية من الموديلات الحديثة مع وجود سيارة إسعاف دفع رباعي وعلى هذا لا يوجد نقص في سيارات الإسعاف بالمركز إطلاقا.
ضمن المعدل الطبيعي
وبين الجعيثن أن مباشرة الحوادث تتم بوقت ضمن المعدل الطبيعي على حسب المعطيات وهي: الوصف الدقيق، بعد المسافة، وازدحام الطريق»، مشيرا إلى أنه عند وجود مواقع بعيدة تتم الاستعانة بخدمة الإسعاف الجوي لتقليص المسافة.
ولفت الجعيثن إلى أن هناك التعاون كبير بين الهلال الأحمر وجميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة لاستقبال الحالات الإسعافية، حيث أن جميع القطاعات الصحية لديها التوجيهات بمباشرة الحوادث والحالات الإسعافية والتي تقع تحت مسئولياتها.
باشرنا 810 حالات
وأشار متحدث الهلال الأحمر في الرس إلى أن إدارته باشرت خلال الخمسة شهور الأولى من هذا العام نحو 810 حالات تشمل المنقولة وغير المنقولة. وفيما يتعلق بتطوع المواطنين في نقل بعض الحالات الإسعافية، رد الجعيثن أن هذا الأمر يأتي من باب الحرص، «لا شك بأن عدم المعرفة بأن نقل بعض الحالات قد يتسبب في حدوث إصابات أشد من تلك التي تعرض لها المصابون جراء الحادث».
وعن الدورات الدورات التدريبية للمواطنين في كيفية التعامل مع الحالات الإسعافية، قال مسؤول الهلال الأحمر أن هناك برنامج الأمير نايف ـ رحمه الله ـ للإسعافات الأولية يقيم مثل هذه الدورات من خلال مدرب فني يقوم بإلقاء المحاضرات والدورات، إضافة إلى المشاركة في المعارض المقامة في محافظة الرس للتعريف بدور الهلال الأحمر وتدريب المجتمع على الإسعافات الأولية ومن ذلك قيامه بإلقاء المحاضرات عام 1436 هـ على منسوبي إدارة مكافحة المخدرات، وكذلك طلاب كلية العلوم والآداب والمعهد العلمي، كما شارك أيضاً في إلقاء المحاضرات لخمس مدارس في الرس في المراحل العامة، وقد استفاد من هذه المحاضرات 147 طالباً، وكذلك إقامة محاضرات توعوية للدوريات الأمنية.
وختم حديثه بالقول: «مستمرون ومستعدون للتدريب لمن يرغب ذلك حتى يكون المواطن على درجة عالية من الوعي والمعرفة، والهلال الأحمر حريص كل الحرص على ما كل ما فيه خدمة للمواطن والمقيم في هذا الوطن الغالي».