يخطئ من يطرح بالتلميح حيناً وبالتصريح حيناً آخر ما فحواه التشكيك في مواهب الشاعرات لأكثر من سبب منها أن التعميم لغة الحمقى من جهة ومن جهة أخرى أن إطلاق مثل هذه التهم على عواهنها دون دليل هو مأخذ على مُدّعيها من ذلك ترديد البعض لغياب أسماء شاعرات كُنَّ ملء السمع والبصر قبل أفول المجلات الشعبية! دون مُبِّرر وأتساءل هنا:
أليس لكل شاعرة أو شاعر ظروف تواجده في مرحلةٍ - ما - بدليل أن هناك شعراء كان لهم تواجد وليس فقط - شاعرات - في مرحلة الثمانينيات أو التسعينيات ولم يعد لهم تواجد أو يندر تواجدهم هذه الأيام في وسائل الإعلام وتحديداً من خلال شعرهم لانشغالهم بشؤون حياتهم أو لتمرحلهم الذي جعلهم يتجاوزون مرحلتهم الوجدانية المتّقدة المرتبطة بسنين معينة من العمر؟!.
وإذا كانت الإجابة بنعم وليست في النفي فالحالة تنسحب على الشاعرات وليس فقط الشعراء.. ولنكن أكثر إنصافاً بعيداً عن الانتقائية في إطلاق التهم. أما من يذهب إلى أبعد من ذلك ويتهم الكثير من الشاعرات الشعبيات بأن أسلوبهن في الشعر يتمثَّل بقصائد رجالية تُنشر بأسمائهن فأحيله إلى تاريخ الشعر المُشرِّف الواضح كالشمس في وضح النهار فصيحه وشعبيه منذ عصر الخنساء المُتقدِّم إلى عهد نازك الملائكة وفدوى طوقان وغيرهن وأُحيله إلى كتاب ابن رداس - شاعرات من البادية - بجزئيه الأول والثاني الذي رصد من خلالهما أجمل قصائد الشاعرات الشعبيات بجزالة منقطعة النظير منهن على سبيل المثال لا الحصر:
مطيرة بنت حمود الحربية، سارة بنت مشعل أبالخيل، هيا بنت مبارك الشدادية الحارثية، الدهماء بنت نزال الضويه الشمرية، نورة الشيبانية، الدهلاوية العجمية، وعمشاء الدغيلبية العتيبية، وغيرهن.
- محمد بن علي الطريف