«الجزيرة» - عيسى الحكمي:
ينتظر عشاق كرة القدم في السعودية والدول المجاورة نهائي اليوم الكبير على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في ختام الموسم الرياضي السعودي 2015- 2016، ولا شك أن الانتظار هو عند عشاق طرفي النهائي الأهلي والنصر، حيث يعتقد المشجع الأهلاوي أن فرقة «الملكي» يجب أن تتوج موسمها الرائع بثنائية الموسم «الدوري والكأس» بعد أن تحقق الحلم الطويل بالفوز ببطولة الدوري وبعد موسم استطاع فيه الأهلي التواجد على مسرح البطولات الثلاث محققًا الدوري ووصافة كأس ولي العهد.
من جهته ينتظر المشجع النصراوي تحقيق اللقب الذي يعده الفرصة الأخيرة ليوقف نزيف أحزانه في هذا الموسم الكوارثي بالنسبة للعالمي الذي حقق ثلاثة ألقاب في آخر موسمين منها لقبان متتاليان على حساب الدوري الذي أنهاه هذا الموسم ثامنًا وخرج من ربع نهائي كأس ولي العهد.
1- عامل الأرض والجمهور
تحفة الملاعب السعودية وأحدثها، ملعب مدينة الملك عبدالله «الجوهرة المشعة» وعلى الرغم من تقسيمه هذا المساء بين جماهير الفريقين إلا أن الميدان يعد كعامل أرض وجمهور في صف الأهلي الذي يعرفه لاعبوه جيدًا، فقد خاضوا عليه أكثر من 40 مباراة ولطالما حقق الفريق على معشبه الانتصارات وملأت جماهيره مدرجاته في كل جانب وهي تهتف خلف فريقها حتى دفعته لتحقيق لقب الدوري بعد 32 عامًا.
سبب آخر يجعل الملعب من ضمن الأسباب التي ترجح كفة الأهلي هو المواجهات الثلاث المباشرة بين الفريق على مستطيله الأخضر التي انتهت لصالح الأهلي بهدفين لهدف في مناسبتين خلال الموسم الماضي «واحدة في الدوري والثانية في كأس ولي العهد» وفي هذا الموسم كرر الأهلي تفوقه بأربعة مقابل هدفين في ذهاب الدوري.
من جانبه لعب النصر على هذا الملعب في ثماني مناسبات خسر خلالها من الأهلي «ثلاث مرات» وواحدة من أمام نجران، كما خسر نهائي الكأس في الموسم الماضي أمام غريمه الهلال بركلات الترجيح، وفي مقابل ذلك حقق ثلاثة انتصارات على هذا الملعب وجميعها كانت على فريق الاتحاد.
2- العنصر الأجنبي
عندما تتحدث عن تأثير الأجانب على خريطة الفريقين يبرز السوري عمر السومة هداف الأهلي والشخص الأقرب لمرمى عبدالله العنزي بسبعة أهداف منها ثلاثة أهداف في هذا الموسم وأربعة في الموسم الماضي، وبجانب السومة يعد اليوناني فيتفا وماركينهو ومحمد عبد الشافي من الأرقام الصعبة في تشكيلة المدرب جروس التي كان لتألقها بجانب المقهوي والجاسم في نهاية الموسم الدور في تحقيق الدوري وبلوغ هذا النهائي، وعلى النقيض فإن أجانب النصر أدريان ومحمد حسين قدما موسمًا متواضعًا، ويبقى المالي مايغا الذي يرتبط حضوره بحالته المزاجية وبما يقدمه له لاعبو الوسط من خدمات.
3- البديل الجاهز
يمتلك الأهلي حاليًا فريقًا متكاملاً، سواء على صعيد القائمة الأساسية أو البديلة، الجميع يفهم ما عليه من واجبات ميدانية لذلك لا تتأثر الكتيبة كثيرًا عندما تفقد أيًا من الأرقام، وبالعكس فالنصر الذي كان يمتلك هذه الميزة في الموسم الماضي يفتقد هذا الجانب لعدة أسباب منها الإصابة وتارجح أداء بعض العناصر كمحمد السهلاوي «أفضل لاعب في 2015» وأيضًا تراجع مستوى الرغبة أو ما يسمى بالروح.
4- المدرب جروس
يعد الاستقرار الفني من أهم العوامل في أداء الفريق، وفي الأهلي يأتي وجود المدرب السويسري للموسم الثاني على التوالي من أهم عوامل التفوق التي دائمًا تضع الأهلي في الأفضلية، حيث استطاع هذا المدرب بناء فريق قوي وبعدة طرق في اللعب وبدون تأثر لغياب أي لاعب، وهو الأمر الذي أعطى الأهلي الزخم ليقطع 51 مباراة من دون خسارة ويحقق معه لقبين ووصافتين، والحال في النصر فنيًا يتضح جليًا بأنه عكس الأهلي، فخلال هذا الموسم فقط غيرت الإدارة ثلاثة مدربين دون تغيير في النتائج عدا في بطولة الكأس التي باتت آخر فرص إنقاذ الموسم للعالمي.
5- طارق كيال
عندما شعر الأهلاويون بوجود مسافات بين المدرب جروس واللاعبين في بداية الدور الثاني من الدوري كانت خطة الطوارئ جاهزة لاستدعاء الخبير طارق كيال، الذي استطاع بخبرته احتواء الأزمة وإعادة شد حبل الثقة بين المدرب واللاعبين لتنعكس الموجة بالنتائج الإيجابية حتى تحقق الدوري وها هو الفريق على اعتاب الثنائية، وهذا الجانب في النصر شبه مفقود منذ فترة طويلة، ولا يمكن تحميل المجتهد طلال النجار كل الأدوار.
6- الاستقرار الاقتصادي
عامل آخر يقف في صف الأهلي هو الظروف الاقتصادية الجيدة التي يمر بها النادي في ظل الدعم الذي يجده من أعضاء الشرف بقيادة الأمير خالد بن عبدالله وإدارة النادي التي يقف على هرمها مساعد الزويهري، ولعل حصول اللاعبين على مكافآت الدوري بعد تحقيقه بساعات أكبر دليل على الأرضية الصلبة في هذا الاتجاه النصر الذي يمر بأزمة كبيرة وتوقف لموارد التدفق المالي بسبب الاختلافات بين إدارة النادي وأهم الداعمين للنادي، ما جعل مكافآت دوري العام الماضي يتأجل تسليمها حتى قبل أيام، وتأخير كبير في الرواتب حرم الفريق من دعم صفوفه في فترة التسجيل الشتوية، والآن تبدو الأزمة في أشدها بعد وصول مطالب مستعجلة من الفيفا بسداد كتلة من الالتزامات.
7- الاستقرار الإداري
يعيش الأهلي وضعًا أكثر من رائع على مستوى التنظيمات الإدارية، فمجلس الإدارة على وفاق كبير مع أعضاء الشرف وهذا العامل يوفر جميع سبل النجاح للفريق الأهلاوي وهو الذي يبدو في غير مواعيده السابقة في النصر، بل إن الملامح تشير إلى أن فراغًا إداريًا قادمًا على النادي بعد هذه المباراة إذا ما تمت استقالة الإدارة رسميًا.