الثقافية - محمد هليل الرويلي:
انتقد رئيس النادي الأدبي في الحدود الشمالية الأستاذ ماجد بن صلال المطلق اللائحة الجديدة التي أطلقتها وزارة الثقافة والإعلام قبل عدة أشهر واصفًا إياها بأنها ضيقت واسعًا على المثقفين والمنتمين للوسط الأدبي، بعد أن تم التضييق في شروط العضوية ورفض الأعضاء السابقين الذين لا تنطبق عليهم شروط العضوية في اللائحة الجديدة رغم أنهم جمهور النادي، وشاركوا بفعالية في كافة مناشط النادي ولجانه، ثم استبعدتهم اللائحة لأن تخصصاتهم ليست لغة عربية أو انجليزية. وحصر الأهداف والأنشطة بالأدب فقط، مشيرًا إلى أن الوزارة التي أقرت اللائحة تأتي منها توجيهات بتفعيل أنشطة لا علاقة لها بالأدب ولكن من الضرورة تنفيذها لأهميتها.
مؤكدًا في الوقت نفسه أن جميع الأنشطة التي تطرحها اللجنة المنبرية في اجتماعاتها قد يرفض عدد منها قبل أن تصل لمجلس الإدارة غير أنه إذا وافق عليها أعضاء اللجنة تعرض على مجلس الإدارة مرة أخرى، وقد رُفضت بعض الأنشطة من قبل المجلس إما لعدم مناسبة موضوعاتها أولعدم مناسبة توقيتها، وحول ندمه بعد تنفيذ أي نشاط منبري في النادي قال المطلق حقيقة لم نندم على تنفيذ أي نشاط لأن الاتصال فعالٌ بين مجلس الإدارة واللجنة المنبرية وجمهور النادي. مشيرًا إلى أن الاختلاف سنة كونية وهو موجود في أغلب جلساتنا ولكن قبل أن تنتهي الجلسة أكون وزملائي قد توصلنا إلى رأي واحد بالاقتناع أو عن طريق التصويت الذي تحتمه اللائحة، ولعل الدليل الواضح على ذلك هو إنجاز المبنى الذي تم خلال ثمانية عشر شهراً ولم نواجه في المجلس أية معوقات خلال ذلك.
وأكد المطلق أنه منذ توليه رئاسة مجلس الأعضاء في أدبي الحدود الشمالية كان لهم عدة أهداف وغايات ورؤى وتطلعات رسمها مع أعضاء المجلس متحدين كافة العوائق والعقبات التي وقفت في طريق بعضها مشددًا على أن إدارة المجلس أدارت عدة أهداف تفصيلية تم اشتقاقها من الأهداف العامة، سعى المجلس جاهدًا لتحقيقها من خلال تفعيل الأنشطة والمسابقات والفعاليات، وتابع: واجهتنا عقبات تواجهها الأندية الأخرى، وهي عزوف بعض الأدباء والمثقفين عن أنشطة النادي، ونجحنا إلى حد ما في استقطاب عدد منهم، كما كان لدينا قضية ملحة وهي إنجاز مبنىً للنادي ليكون بيتًا للأدباء والمثقفين ومنارة إشعاع شمالية، والحمد لله تم إنجاز المبنى، رغم أننا آخر الأندية الأدبية تأسيسًا، وتم إنجازه خلال سنة ونصف منذ بدء العمل من الدعم الذي منحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- وهو عشرة ملايين ريال دون وجود أي دعم آخر.
وعلق المطلق على حديث وكيل الوزارة للشؤون الثقافية السابق د. ناصر الحجيلان عند افتتاح المبنى يوم قال «مبناكم نادي الحدود الشمالية الأدبي هو آخر الأندية الأدبية تأسيساً وأولها إنجازاً للمبنى» قال المطلق بعد أن حصلنا على قطعة أرض مساحتها 14000م2 كانت القضية الملحّة الأولى لدينا هي إنشاء المبنى وخاطبنا الوزارة طالبين منح مجلس الإدارة صلاحية الإعلان واستجلاب العطاءات والترسية والإشراف على المبنى ولو تم الإعلان عن طريق الصحافة لجميع الشركات المؤسسات لحدث أمران ليس لصالح النادي وهما أنه قد تكون الأسعار المعروضة مرتفعة جداً على ميزانية النادي. أو أنه سيفوز بها «مقاول» قدّم سعراً هو الأقل لكنه لا يستطيع التنفيذ إما بسبب تواضع قدراته الفنية أو لعدم مقدرته على الإنجاز في الوقت المحدد الذي حدده مجلس الإدارة وهو 18 شهراً ،فوافقت الوزارة مشكورة، بعدها قمت وزملائي بالنزول للميدان للتعرف على أفضل المقاولين دقة وإنجازاً فحددنا عدة مؤسسات متميزة، تمت مخاطبتهم وتزويدهم بكراسات المواصفات وتمت ترسية المشروع حسب نظام المشتريات الحكومية، وتم توقيع العقد وكان السعر الأقل هو سبعة ملايين ونصف على أن يتم الانجاز في ثمانية عشر شهراً وهو ما تم بحمد الله. وأوضح المطلق أن البناء تم على مساحة تبلغ 7000م2 وماتبقى من مساحة الأرض 7000م2 ستكون للاستثمار لتدر دخلا ثابتاً للنادي إن شاء الله.
وحول الأنشطة المنبرية والبرامج النوعية التي أطلقها النادي أوضح المطلق أن للأنشطة المنبرية عدة أذرع تعمل على تنشيط هذا الجانب وهي اللجنة المنبرية، مقهى الشباب الثقافي، واللجان الثقافية لبعض المحافظات كما أن لتواصل هذه الأذرع مع جمهور النادي دوركبير في تقديم مناشط ترضي ذائقتهم سواء كانت محاضرات أو ندوات أو مسابقات أو دورات تدر يبية. وأشار إلى أن مجلة النادي «الأوداة» أوكل تحريرها لعدد من الزملاء وأعضاء الجمعية العمومية ومنحوا الصلاحيات الكاملة في استقطاب الكتاب واختيار المواضيع والملف الرئيس لكل عدد، أما المطبوعات الأخرى فهناك نشرة شمالية إضافةً إلى الكتب التي يقوم النادي بطباعتها دعمًا لمؤلفيها خاصة شريحة الشباب منهم، وقد وصل عدد ماتم طباعته من الكتب في نادينا 30 كتابًا، وهذا العدد جيد، بل إننا نراه إنجازًا إذا قيس بالعمر الزمني القصير للنادي، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أغلب مطبوعات النادي هي للشباب سواء كانت دواوين شعرية أو كتب ثقافية أو سِيَر ذاتية، سواء لأدباء المنطقة ومثقفيها أومن المملكة ككل، نحن في المجلس وكذلك لجنة المطبوعات لا فرق لدينا بين أديب من المنطقة أو من خارجها.
وتابع: إن أبرز المطبوعات الصادرة عن النادي هي: منطقة الحدود الشمالية.. أصالة وحضارة، ديوان «روان»، مجموعة قصصية «عتمة»، لكن، نهرٌ .. ربما .. سارية، شعرية القناع في القصيدة السعودية الجديدة مقدمً اعتذاره لكل من تقدم للنادي ولم يتمكن النادي من الطباعة له بسبب عدم «قناعة المحكمين»الذي وصفهم من خارج النادي وليسوا من أعضاء العاملين فيه. وزاد كل سنة تزيدني وزملائي خبرة في تفعيل الأنشطة وزيادة النتاج الأدبي والحراك الثقافي، أما الندم فلم يسبق لي أن ندمت على قرار اتخذته وزملائي رغم الصرامة في تطبيق اللائحة التي لانرضى بتجاوزها، وكنا نفعل ذلك لنقي أنفسنا من الوقوع في أخطاء بسيطة قد تدفعنا لارتكاب المزيد من الأخطاء ثم التعرض لمساءلة نحن في غنىً عنها، وربما «أغضبت» الصرامة بعض زملائي، ومع هذا لا نحيد – أنا وهم - عن الالتزام التام باللائحة التي لم توجد إلا لحفظ النظام.
وتابع المطلق أركز حقيقة على الاتصال الفعال بين مجلس الإدارة ولجانه من جهة والأدباء والمثقفين من أعضاء عاملين أو مشاركين أو متذوقين من جهةٍ أخرى، فإذا كان الاتصال فعالاً فإن الجمهور متواجد لأنك قمت بخططك وأنشطتك بالتعاون معه وبالتالي سيكون متحمسًا لإنجاح هذه الأنشطة، ولا أنسى التعاون مع كافة الجهات التي يستطيع النادي أن يقدم لها خدمات تسهم في تقوية الروابط بين النادي والمجتمع.
وعن غياب حضور المثقفين والمهتمين عن أنشطة وبرامج الأندية الأدبية قال المطلق: بالنسبة لنا في نادي الحدود الشمالية غالبية المحاضرات والندوات يحضرها أكثر من أربعين شخصًا، وهو عدد لا يرضي طموح مجلس الإدارة، وأعتقد أن العزوف من جماهير الأندية لأنهم يرون الأندية لا تقدم ما يريدونه هم بل ما يريده أعضاء المجلس وهي وجهة نظر نحترمها وقد سعينا في المجلس لتحقيقها ، ودعني أضرب لك مثلاً:
في مؤتمر المثقفين المنعقد بالرياض حضر عدد من شباب المنطقة هذا المؤتمر على حسابهم الخاص وعندما عاتبتهم على عدم حضور فعاليات النادي بينما يتجشمون مشاق السفر لحضور هذا المؤتمر؛ أجابوا بصراحة أنكم لا تقدمون ما نريده نحن. فطلبت منهم زيارة النادي وأن يسند نشاط المقهى الثقافي لهم، هم من يختار الضيوف ويستقطبونهم وهم من يدير الجلسات وهم من يحددون الموعد؛ والنادي يمثل المظلة الرسمية لهم مع تحمله لكافة تكاليف إقامة الضيوف من خارج عرعر وسكنهم . وهكذا تم تفعيل المقهى الثقافي بنشاطه الجيد والجديد الذي استقطب العديد من مثقفي المنطقة للنادي عبر استضافات شخصيات وطنية عامة.
وانتقد المطلق ضعف دور الجمعية العمومية في رسم سياسات وبرامج الأندية وقال بكل أسف ارتضت لنفسها هذا الدور «الضعف» بينما هي الجهة الوحيدة التي تمتلك محاسبة مجلس الإدارة وتقييم عمله والموافقة على خططه وبراءة ذمته وتقديم مقترحات هم من يصوت عليها وليس مجلس الإدارة، وتمنى المطلق أن يقوم الأعضاء العاملون بتفعيل دور الجمعية كما يجب، كما تمنى دمج كل ما يتعلق بالثقافة بمراكز ثقافية تتنوع أنشطتها ثقافة وترفيهاً تجعل هذه المراكز محققة لرؤية السعودية 2030 .
وأشاد المطلق بدور الوزارة في إعطاء الأندية الأدبية الاستقلالية في شؤونها المالية والتنظيمية والاكتفاء في الإشراف وقال ذلك لكون الأندية الأدبية مستقلة ماليًا وإداريًا، والوزارة مشكورة منحت هذه الأندية صلاحيات كاملة في تنفيذ أنشطتها وكذلك طباعة الكتب التي يتقدم أصحابها للأندية بطلب الطباعة، ويرى أن يكون تدخل الوزارة في أمرين فقط: الأول هو وضع «روزنامة» للملتقيات الأدبية حتى لا تتعارض ملتقيات الأندية الأدبية فيما بينها، ثانيًا حصر هذه الأنشطة، لتعرف نشاط الأندية الأدبية ولا تبني تقاريرها أو مرئياتها بناء على ما يكتب في الصحف من أناس بعيدين عن المشهد الثقافي في الأندية ولا يعرفون عنها شيئًا بكل أسف.
واختتم المطلق حديثه « للمجلة الثقافية» إننا في هذه الظروف التي نعيشها في بحر متلاطم الأمواج تتقاذفه الفتن ولابد للأندية الأدبية أن يكون لها دور في تثقيف المجتمع وتحصينه ضد الفئات الضالة والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية عبر أمسيات ثقافية، وكذلك عن الأمان الأسري ودوره في تعزيز الوحدة الوطنية والأمن الداخلي، فأي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني إن لم تتواصل مع المجتمع واحتياجاته وفق نشاطها وأهدافها وتقدم خدمة مجتمعية فإنها ستتقوقع على نفسها لتجد أنها قامت بعزل المؤسسة عن المجتمع، مشددًا على أهمية وجود توأمة بين الأندية الأدبية وأقسام اللغة العربية لخلق أجناس وبيئات جديدة تشكل المشهد الثقافي وتصيغ رؤيته من جديد إضافة للرواية والشعر والقصة ليثرى خبرات طلاب الجامعات والدراسات العليا في تبني مواهبهم وتنميتها وهذه التوأمة كفيلة بإعادة الروح لها.