تعز - «الجزيرة»:
رغم كل حملات الموت التي تقودها مليشيات الموت والدمار الانقلابية ضد مدينة الثقافة اليمنية وقلبها النابض ترفض تعز إلا أن تكون كطائر العنقاء حين ينتفض من بين الدمار ليعلن ميلاد حياة جديدة، في حين المجنزرات والدبابات تقصفهم كان أبناء تعز يعيدون رسم وتلوين كل تلك الآلات التي صدرت لهم الموت بألوان الحياة بعد أن سيطرت عليها المقاومة.
اليوم تعاود تعز رسم كل صور المعتقلين لدى مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح التي ما تزال تقبع في سجونها من ناشطين وسياسيين وإعلاميين وصحفيين وقيادات عسكرية.. شباب ناشطون وناشطات من الذين أسسوا لقافلة التحدي أطلقوا مبادرة (إنسان أكبر من الجدران) وتنفذ المبادرة على مراحل بدأت برصد وجمع ملفات متكاملة عن المختطفين منذ بداية الانقلاب ومن ثم المرحلة الثانية التي بدأت بتحديد المساحات لعمل ورسم الجداريات والمرحلة الثالثة التي بدا من خلالها الناشطون والناشطات بالرسم على الجدران التي تحولت إلى لوحة فنية تحاكي معاناة المختطفين لدى الميليشيا الانقلابية.
شباب المبادرة بدأوا برسم وجوه أبرز الشخصيات الوطنية المعتقلين في سجون الانقلاب وعدد من شباب مسيرة الماء الذين اختطفتهم الميليشيا وأودعتهم سجونها الخاصة، كما قاموا برسم صور الصحفيين والإعلاميين والناشطين من مختلف المحافظات والذين يرى شباب المبادرة بأن قضية اعتقالهم واختطافهم واخفائهم قسريًا هو اختطاف للوطن. وتأتي هذه المبادرة النوعية للتذكير بعدالة قضية المعتلقين والمختطفين والمخفيين قسريًا في سجون الانقلاب والتذكير بها أمام المجتمع الدولي والمجتمع المدني المحلي والدولي ليتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية للضغط على المليشيات الانقلابية للإفراج عن المعتقلين والمختطفين في سجونها ضمن بنود القرار الأممي 2216.
منسق القافلة والمبادرة إبراهيم الجبري قال «الفعالية تهدف إلى إحياء روح الإنسانية والتكاتف المجتمعي وتخلد في الذاكرة قضية المختطفين وتؤكد على عدالة قضيتهم»، مؤكدًا على ضرورة تشكيل ضغط مجتمعي ودولي على المليشيات الانقلابية من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين، مشيرًا إلى أن الحملة استهدفت المختطفين والمخفيين قسرًا من مختلف الشرائح سياسيين وإعلاميين وأكاديميين وعسكريين وناشطين.