«الجزيرة» - اعتدال محمد:
الإحساس بالجمال والتعامل قادها باتجاه فن تصميم الديكور الذي أبدعت فيه واستطاعت عمرة قمصاني أن تعبر من خلاله عن لمستها الخاصة وبصمتها المتفردة. التقتها «الجزيرة» في ساحة العمل الميداني الذي تمارس فيه نشاطها يدًا بيد مع العمال. فهي تؤمن بأن فن الديكور عمل يجب أن تذهب إليه وتترك بصماتك في ساحاته. ولمسنا دقتها في التعامل مع فنيي التنفيذ وكان الحوار التالي:
* ماذا يعني العمل الميداني للمصممة «عمرة»؟
- العمل الميداني هو الجودة والصدق والإتقان. وهو ضرورة لكل من يمتهن هذه المهنة. مباشرة العمل من قبلي هو تحفيز للعامل. كما أنه رسالة للطرف الآخر في العمل كي يكون أكثر جدية والتزامًا فأنا في مواقع العمل دائمًا وليس خلف المكتب.
* كثير من قطع الديكور الخاصة بعمرة قمصاني لها رموز خاصة فما الرسائل التي استوحيتها من الطبيعة لديكوراتك؟
- أنا أعشق البحر هذه «الصوفا» سفينة. ومساحة حوض السمك تمثل البحر. وكذلك الأسماك المعلقة في الستائر وأطواق النجاة. والبعد الآخر لوحة المدينة. كل هذا جمعته في زاوية واحدة. البحر والشاطئ بكل أبعاده. فأنا أحب البحر. وفي حالة عشق متجدد له. لهذا جسدته بكل تفاصيله.. فالعمل يجب ألا يأخذك من أحلامك.
* بحكم خبرتك الطويلة في مجال تصميم الديكور، هل تجدين أن مهارة الربط بين العلم الأكاديمي وفن تصميم الديكور موجودة في أي عمل فني؟
-أحيانًا التخصص الأكاديمي قد يكون بعيدًا كل البعد عن الاتجاه الذي يسلكه الإنسان في حياته العملية. ولكنه وبعد مدة يجد أن هناك قاسمًا مشتركًا بينهما. وقد أنجزت عدة دورات تدريبية في برامج متنوعة كلها على علاقة بالجمال. منها دورة في» الأعمال الداخلية والتصميم الداخلي» وأخرى في التجميل وجراحة التجميل من مستشفى باقدو والدكتور عرفان. وبعد أن احترفت فن التصميم اكتشفت أن تخصصي في إدارة الأعمال له علاقة كبيرة في أعمال فن الديكور. وقد استفدت منه كثيرًا.
* هل ترين بأن الديكور ضرورة جمالية أم كمالية؟
- الديكور يعني كثيرًا لي، فهو الجمال الذي يبعث في النفس الراحة. وهو ضرورة ليس في المنزل فقط، بل في المكتب، فالإنسان حيث يعيش ويعمل ليكون المكان ملائمًا وموائمًا ومريحًا. فالألوان هي إبداع الخالق الذي وهبه للطبيعة وعندما ينقل الإنسان هذه الألوان إلى داخل منزله متجسدة في أثاث أو جدران وستائر فإنه يحيط نفسه بالجمال والأمل والحياة ويتفاعل مع الجميع.
* يتفاعل الإنسان مع الألوان بالنظر.. هل هناك علاقة نفسية ترتبط بهذا التفاعل؟
- بالطبع هناك علاقة نفسية علاجية ترتبط بالألوان. فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية كان هناك سجن طابعه اللون الأسود والرمادي. كان السجناء فيه يتقاتلون ويتشاجرون دائمًا، ودون سبب محدد تنبهت إدارة السجن وقامت بطلي الجدران بألوان زاهية. فتبدلت أحوال المسجونين. وتوقف الشجار بينهم. كذلك إذا ما حدث خلاف بين الزوجة وزوجها وقدم لها وردة حمراء تتبدل المشاعر لأن اللَّون الأحمر يساعد في تخفيض ضغط الدم، لهذا فالجمال والألوان مهمة في حياة الإِنسان.
* هل معنى هذا أن لديك تصورًا معينًا لكل شخصية من زبائنك من حيث الألوان المناسبة لهم؟
- بالطبع. فطول الخبرة والتجربة العملية والشخصيات العديدة التي تعاملت معها اكسبتني خبرة قراءة ما وراء الوجوه. من خلال جلستين فقط استطيع معرفة الزبون وما يجب أن اختار له وما الذي يناسبه؟. فمثلاً الشخص البارد اختار له الألوان الحارة التي تبعث فيه حب الحياة وحب المشاركة. والشخص العصبي اختار له الأحمر الناري بدرجاته المختلفة. التي تناسبه وتخفف من حدة مزاجه. وأنا أحرص عند عمل الديكور واختيار الألوان أن أجمعها في تناسق وتناغم لتجد كل شخصية ما يناسبها.
* هل سبق أن لجأت لك زبونة تشتكي من عامل نفسي معين تم علاجه ديكوريًا؟
- نعم حدث ذلك.. وأكثر من مرة فقد جاءت إحداهن تشكو الملل من غرفتها التي تبعث فيها الكآبة. فكان أن قمت بوضع السرير في قلب الغرفة في شكل دائري كما صممت الستائر بشكل دائري تتدلى من السقف بدل الجدران. وفتاة أخرى كانت مقبلة على الزواج وكانت تحب موسيقى «الديسكو» وتكره المطبخ. فصممت لها المطبخ والدواليب على شكل الديسكو مع الإضاءة الملونة والموسيقى المنبعثة من السقف. وهي الآن تؤدي عمل المطبخ وتستمع إلى موسيقى الديسكو دون ملل.