يؤسفني القول: إن مستوى الأعمال الفكرية والثقافية والأدبية في المملكة تردى بشكل كبير في العقود الثلاثة الماضية (وربما أكثر من ذلك) لأسباب كثيرة ليس هذا مقام بسطها، ولكن من المؤكّد أن تردي التعليم والإعلام والطفرات المالية كانت من أهمها، ومن المحزن أن معظم المشتغلين في مجالات الفكر والثقافة والأدب اليوم لديهم قصور مخل في اللغة العربية بفروعها المختلفة، ولا يخفى على الجميع الرباط الوثيق بين مستوى اللغة ومستوى التفكير.
من أهم ما تميّز ويتميّز به حبيبنا الدكتور إبراهيم التركي لغته الأصيلة وذائقته الأدبية الرفيعة ومجاهداته الطويلة في الساحة الإعلامية رغم المثبطات الكثيرة، وقبل كل ذلك كله وبعده خلقه الكريم الذي أعلى منزلته عند من عرفوه. لا يساورني شك في أن المجلة ستكون بإذن الله إضافة مهمة تحتاجها الساحة الثقافية والأدبية، وأتمنى على أخي الدكتور إبراهيم أن يبذل وسعه لجعلها منبراً مستقلاً غير منحاز لأي فئة أو تيار ، وأن يحرص على استكتاب القادرين غير المشهورين وهم كثر ولله الحمد رجالاً ونساءً ، وعلى رعاية المواهب الشابة بجعل المجلة معهداً لتوجيههم وتطوير مواهبهم، ومنبراً يقدمهم للمجتمع وللأمة، وهو جدير بكل ذلك بإذن الله وتوفيقه.
- د. أحمد بن عثمان التويجري