«الجزيرة» - المحرر التشكيلي:
ضمن فعاليات ملتقى الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الثاني الذي حقق نجاحا وتميزا مغايرا لأي فعالية مماثلة حتى الآن أقيمت أمسية لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز الرئيس الفخري للجمعية بحضور الأمير فهد بن فيصل بن محمد للجمعية في مقر الجمعية بصالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي، بدأت بكلمة ترحيب من مدير المحاضرة الأستاذ محمد المنيف رئيس مجلس إدارة الجمعية رحب فيها بسموه والحضور وأشار إلى محاور المحاضرة منها تجربة سموه الفنية ومدى استمراريته في ممارسة للفن وإنتاجه مجموعة خاصة بالخيول..
اهتماماته ومتابعته محليا وعالميا للفنون التشكيلية. ورؤيته لدور الفن في الاقتصاد والاستثمار.
وصولا إلى ما قدمه سموه للفن التشكيلي ممثلا في أول معرض للفن العالمي يقام في الرياض وما تحقق لمسابقة باحة الفنون وأهمية علو قيمة الجائزة في تحفيز الفنان على المنافسة والعمل. وتقدير العمل الفني.
والختام بنظرتكم لكيفية تقييم العمل الفني.
استشراف دور الفن التشكيلي
في رؤية 2030
بدأ سموه بالحديث باستشرافه وتفاؤله بـ(رؤية المملكة الطموحة 2030) التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد خصوصا ما يخص الثقافة وما أشار إليه الأمير محمد بن سلمان حفظه الله في حديثه عن أهمية الثقافة والمتاحف ممثلا ذلك بالنية القائمة لإنشاء متحف الفن الإسلامي في الرياض، حيث أكد الأمير فيصل في إجابته على سؤال لأحد الفنانين الحضور عن المساحة لتي يمكن أن يحظى بها الفن التشكيلي في هذا المشروع الثقافي قائلا إن ما نحظى به من وجود الحرمين الشريفين وما يوجد من الآثار الإسلامية تعد جسورا يتواصل تكاملها من جيل إلى آخر ومن مرحلة أو حقبة تاريخية إلى أخرى إلى يومنا هذا ثم إلى المستقبل وبهذا سيتمكن الفنان التشكيلي حفيد الفنانين المسلمين أن يبدع في فنه مستلهما تراثه الإسلامي وكلما وجد المختصون في اختيار الأعمال المعاصرة ما يتناسب ويتوازى مع ما يخطط له وما سيحتويه المتحف من أقسام ،إضافة إلى ما سيأتي ضمن هذه الرؤية وكما أشار سمو ولي ولي العهد من اهتمام بالثقافة ما يضمن بإذن الله الكثير للفنون التشكيلية، واتبع الأمير فيصل هذه الاستشراف بالتأكيد على أهمية الأخذ في الاعتبار أهمية الهوية واستلهام الموروث ليصبح العمل في خط متواز مع أبعاد ما تحمله الرؤيا في كل التخصصات.
مواقف لإثراء الفن ومسابقة متفردة
هذا وقد تضمنت المحاضرة حديث عن بدايات سموه ودوره في إثراء الساحة وتقديم وجبة ثقافية للمجتمع السعودي تمثلت في معرض للوحات فنانين عالميين إلا أن المعرض الذي أقيم قبل (30)، عاما وكما أشار سموه في حديثه لم يأت في وقت مناسب من حيث وعي المجتمع لمثل هذه المعارض. كما تحدث سموه عن تجربة مسابقة الباحة للفنون في دوراتها الثلاث التي كانت مجالا للمنافسة على أعلى قيمة جائزة مرت على المسابقات في الفن التشكيلي السعودي حيث كانت الجائزة الأولى مائة ألف ريال أهديت الأعمال الثلاثة في ذلك الوقت إلى خادم الحرمين الشريفين.. وولي عهده وإلى سمو أمير الباحة. بعد ذلك تحدث سمو الأمير فيصل بن محمد بومضات من تاريخ الفن ودور الصدفة في بروز الفنانين العالميين، منهم ليوناردو دي فنشي ولوحته الموناليزا مبينا بالتواريخ والأرقام الكثير من تلك المواقف مع ما طرأ على الفن التشكيلي من تغير وتبدل في الأساليب من بعد عصر النهضة وكيف أخذت أعمال لا تحمل أي مضامين وغير مكتملة البناء الفني فرصتها في التسويق، لينتقل إلى أهمية تقييم العمل الفني وكيفية معرفة الفنان كيفية تسويق أعماله الفنية (سيتم نشر المحاضرة كاملة في عدد قادم). وبعد ختام سموه لمحاضرته بدأت المداخلات التي أسهمت في تميز المحاضرة وشارك المداخلين بما يؤكد وعيهم بإبداعهم ويعيهم لإيجاد حلول خصوا لما نطرق له سمو الأمير فيصل في موضوع التسويق كما تضمنت المداخلات أسئلة عن إمكانية عودة سموه لممارسة الفن وعن إقامته لمعرض لمقتنياته من أعماله التي أنجزها في فترات متقطعة، ملفتا إلى اعتزامه في حال إقامة المعرض أن يجعل قيمة اقتناء اللوحات للجمعيات الخيرية، كما تطرقت الأسئلة عن راية في مشاركة المرأة ومنافستها فأشاد بهذا الحضور المتميز في مستوى اللوحات للكثير منهن مبديا سعادته بما تحققه الفنانة السعودية من جوائز ومشاركات محلية وعالمية.... حضر المحاضرة نخبة من التشكيليين من أجيال منسوبي الجمعية أبدوا سعادتهم وبما تحدث به سموه من وقفات محلية وعالمية.
بعد ذلك قام سمو الأمير فيصل بتكريم اللجان المنفذة للملتقى الثاني بإدارة الفنان فيصل سحمي العتيبي وعضوية مدير فرع الرياض الفنان فيصل الزهراني والفنان عبد الله الرشود والفنان محمد الخالدي ،وسكرتير الجمعية نواف العتيبي وكذلك تسليم شهادات المشاركين في معرض الملتقى الثاني.
عودة متجددة لجماعة فناني المدينة
من جانب آخر افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود الرئيس الفخري لجمعية التشكيليين يوم الأحد معرض فناني جماعة المدينة للفنون التشكيلية الثالث والثمانون في دورة المعرض الخامسة والعشرون وذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بحضور رئيس المجموعة الدكتور فؤاد مغربل والدكتور صالح خطاب وعدد من أعضاء المجموعة شارك في الحضور عدد كبير من فناني الرياض ومن منسوبي جمعية التشكيليين، وبعد أن أخذ الجميع الجولة التي استمعوا فيها لشرح على اللوحات من الدكتور فؤاد مغربل والدكتور صالح خطاب بينوا فيها ما تضمنته اللوحات من مواضيع عن تراث المدينة عبر عنها الفنانون المشاركون كل بأسلوبه وخبراته من فنانين لهم مكانة وريادة ومن شباب واعد تسعى المجموعة لاستقطابه، بعد ذلك سجل الأمير فيصل كلمته في سجل الزيارات قائلا (في هذه الليلة المباركة سعدت بلقاء أخوة أعزاء من منطقة عزيزة ألا وهم أخواننا في جماعة الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم واطلعت على ما اشتمل عليه معرضهم الذي ضم فنا راقيا ومتميز بأيدي فنانين سعوديين، وأرحب بإخواني أعضاء جماعة فناني المدينة في معرضهم في دورة الجماعة الخامسة والعشرين في مدينة الرياض راجيا المولى عز وجل لهم دوام التألق والتوفيق ونأمل أن يكون لقاؤنا القادم إن شاء الله بجوار الحبيب عليه أفضل الصلوات والتسليم )، كما أشاد الأستاذ محمد المنيف رئيس مجلس جمعية التشكيليين بهذا التواجد والحضور والاستمرارية من الجماعة وتشريف الجمعية بالتعاون في هذا المعرض مؤكدا أن الجمعية تفتح أبوابها وكل ما تستطيع من جهود لمد جسور التعاون مع الجماعات وصالات العرض فالجميع ينهلون من جمال الوطن ويشكلون روافد لنهر الإبداع المشترك.