فهد الحوشاني
احتفائية واحتفالية مثيرة للاهتمام تلك التي قابل بها الكثيرون إنشاء هيئة عامة للترفيه! البعض راح يبشّرنا بأن الترفيه قادم! وكأن الدولة بمؤسساتها المختلفة لم تكن أبدا تقدّم البرامج والأنشطة والمهرجانات الترفيهيه! بعض الآراء احتفت بالهيئة عن جهل بما هو موجود! هيئة الترفيه لن تبدأ عملها من الصفر، ومن يعتقد ذلك فهو لا يعرف أو يتجاهل ما تقدّمه الدولة ومؤسساتها وحتى الجهات الخاصة من برامج ترفيهية يصعب حصرها، ولعلنا في الصيف مثلاً نعيش زخماً هائلاً من المهرجانات الترفيهية التي تشمل أنحاء المملكة كافة، والتي بعضها يشتمل على فقرات احترافية يدعى لها فرق أجنبية، إن هيئة السياحة ورعاية الشباب (هيئة الرياضة) ووزارة الثقافة والبلديات والغرف التجارية والأمانات والأسواق التجارية والجمعيات الخيرية والحرس الوطني (مهرجان الجنادرية) والذي يستقطب الجمهور بفعالياته وفنونه الأدائيه التراثية والترفيهيه ويقبل عليه الجمهور بالملايين وغيرها، كانت ولا تزال تهتم بتقديم البرامج التي يحتاجها المواطن بكل شرائحه! ولعلي هنا أجزم بأن لدينا من البرامج الترفيهيه ما لا يوجد في بعض الدول المجاورة، وأننا نعيش نهضة ترفيهية نتج عنها صناعة وبنية تحتية تشكلت معها مؤسسات متخصصة، بل إنه من الصعب إحصاء عدد الفرق الترفيهية والاستعراضية التي سمحت لها البيئة الترفيهية بأن تتطور وتتكاثر! إن في بعض ردود الأفعال تجاهلاً للجهود التي تقوم بها كثير من الجهات على مختلف توجهاتها. هذا لا ينفي أننا قد نتفق أو نختلف على المحتوى ولكن يبقى الكم كبيراً وكبيراً جداً! ومن وجهة نظري أن إنشاء الهيئة سيبقى ضمن قوسي (تنظيم ما هو موجود وإقرار ما هو مفقود).
أعتقد أنه من الأهمية الاحتفاء بهيئة الترفيه كجهة سوف ترعى الأنشطة الترفيهية جميعاً دون الاقتصار على نوع معين وتعطي المشروعية والحماية فيتوقف كل من يحاول أن يوقف مهرجاناً أو عملاً مسرحياً كما يحدث في مرات قليلة جداً لا يمكن مقارنتها بالكم الهائل من الأنشطة الترفيهية التي تنفذ دون أن إشكالات! وأتوقع أن هيئة الترفيه القادمة سوف تعمل على مهام من أهمها الاستفادة من ما هو قائم وهو كثير جداً، والأمر الثاني هو استحداث برامج جديدة كانت تحتاج إلى قرار رسمي مثل السينما التي يطالب بها شريحة كبيرة، والأمر الثالث هو سن التشريعات التي تحمي مسيرة الترفيه مما قد يعوقها!