فهد الحوشاني
لا أعتقد أن السيد روحاني كان متفائلا بنفس الدرجة التي كان يوزع بها ابتساماته الصفراء في ردهات مقر القمة الإسلامية، إذا كان لديه هذا الشعور فهو لم يحلل ومستشاروه مدى الغضب الإسلامي من سياسة بلاده التوسعية الطائفية، هل حضر القمة وهو يعتقد أنه سيكون وسياسته العدوانية مكان ترحيب من قادة الأمة الإسلامية؟ إذا كان قد توقع ذلك فهو الغباء السياسي، ربما اعتقد انه بحضوره سوف يجمل الصورة المخزية لإيران التي تتكشف معالمها لزعماء وقادة الشعوب الإسلامية! كما تكشفت أهداف الحزب الذي صنعته في لبنان وروج له زمنا طويلا على انه حزب مقاومة، حتى انكشفت للمخدوعين أهدافه العدائية التوسعية ضد اللبنانين والسوريين والعرب فانكشف القناع وخرج الحزب بوجهه الحقيقي الطائفي الذي يحارب العرب من ديار العرب حتى أنه اعترض واستطال فحال بين لبنان وعروبته، وصادر قراره السيادي فكان صوت الدولة اللبنانية مخالفا للاجماع العربي في أكثر من مناسبة!! في القمة الإسلامية عرفت ايران ماهو وزنها الإسلامي! بعد أن أجمعت الدول الإسلامية على إدانتها، وإدانة تصرفاتها العدوانية والارهابية ضد دول أعضاء عانت الامرين من التدخل الإيراني السافر، والله أعلم ان كان هناك تدخل عدواني محتجب عن الأنظار ولم يظهر بعد للعيان ومايزال في دور التجهيز! البيان الختامي للقمة الإسلامية كان واضحا وجليا، وهو أن إيران أصبحت خطرا على استقرار الدول من خلال سياساتها العدوانية، بعد أن تحولت على أيدي الملالي ومصدري الثورة من جارة إسلامية الى دولة معادية تساهم في زرع القلاقل والفتن وإشغال الشعوب الإسلامية في حروب داخلية وصراعات بين طوائف لم تكن موجودة في السابق.
وكان من الطبيعي ألا يحضر السيد روحاني الجلسة الختامية ومغادرته غير مأسوف عليه، فهو أتى بوجه وخرج بوجهه الحقيقي الذي انكشف للسياسيين المسلمين الذين قالوا كلمة الحق في مؤتمر نجح في وضع النقاط على الحروف، لقد حصد الإيرانيون ثمن سياساتهم خسائر مادية وبشرية، وهاهم يخسرون الآن على المستوى السياسي في قمة المسلمين التي يجب ألاتتوقف عند الإدانة بل يتلو ذلك خطوات أخرى تحد من التوسع والخطر الإيراني الموجه للأسف ضد (المسلمين) ودولهم!