الشاعر نواف الشهلوب اكتملت في تجربته الشعرية مرتكزات النجاح التي صنعت منها ما يميزها كتجربة مستقلة ناجحة، روافدها: الثقافة والوعي، والذكاء والإحساس العالي الذي ألقى بألوانه الجمالية على مداءات الكلمة وفضائها الرحب في نصوصه التي تجاوزت نمطية الوزن والقافية والمهن والمفردة إلى تداعيات وأخيلة ورموز وصور متميزة بدأت من ديوانه الأول (بياض) الذي كتب مقدمته الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وامتد هذه التألق والتميز إلى ديوانه الثاني (حقائق وأوهام) فكانت أمسيته الأولى مطلب الكثيرين من محبي الشاعر الخلوق المحبوب نواف بن منصور الشلهوب التي أقامها في فندق الفورسيزون يوم الأحد الموافق 1 - 8 - 1437هـ بحضور نخبة من الوجهاء والمثقفين والإعلاميين والزملاء والأصدقاء والشعراء وفي مقدمتهم مهندس الكلمة الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وقد لمس الجميع قبل أن يَلِجوا إلى قاعة الأمسية احتفائية الشاعر المتميز نواف بن منصور الشلهوب بالجميع بما أوتي من لباقة وأدب رفيع هي جزء لا يتجزأ من شاعرية عذبة كان امتدادها قاعة الأمسية التي شهدت رقيَّ تعاطي الشاعر مع الحضور بإرضاء الذائقة الرفيعة، وتنوع مواضيع القصائد التي سبق أن نُشر وأذيع ووثق في إصدارات بعضها، وحظيت بنجاح سابق يضاف لها كقصائد مختارة من قبل الشاعر من الأمسية كقصيدته المتميزة في والده الأستاذ منصور الشلهوب التي تفاعل معها الجميع وهي تعكس ثقافة الشاعر الإسلامية وما جُبل عليه أبناء المجتمع السعودي من بر الوالدين ومكارم الأخلاق والنبل والوفاء الذي هو جزء لا يتجزأ من شخصية الشاعر المتميزة في توجهه على كل الأصعدة، وقد تجلَّى (أبو منصور) بأسلوب متقن في روائع شتى في الشعر العمودي، والتفعيلة، وأبدى ميوله لشعر التفعيلة ضمن ما ذكره في بعض مقدماته لبعض قصائده وهو يخاطب جمهور الأمسية الذي تفاعل مع شاعرنا الذي فعَّل ذكاءه ولم يغب عن فطنته التنوع الدقيق جداً في اختيار مواضيع القصائد كالاجتماعية والعاطفية والوطنية.
يشار إلى أن شاعرنا أُوتي جودة الإلقاء وعذوبة الصوت والتمكن من حفظ قصائده عن ظهر قلب، ما جعله يبادل الحضور قراءة عيونهم في إعجابهم بشعره؛ بعيداً عن الإلقاء التقليدي من الورق وهي مزِيَّة تحسب للشاعر في (أول أمسية يقيمها ويُبْهِر فيها الجميع) حيث توالى تصفيق الأكف بحرارة لنصوص عديدة لامست وجدان الحضور منها (ارجعي لي، يا شريفة، شمس) والعديد من القصائد الأخرى الجميلة طيلة وقت الأمسية الممتع، وقد بادل الشاعر الحضور الحديث الجميل الذي تخلّل إلقاء قصائده من ذلك احتفاءه الوجداني الراقي المنصف بقامة الأمير بدر بن عبدالمحسن الباسقة في الشعر حين قال أبو منصور له - الإنسان الشاعر الأمير - كما احتفى الشاعر بالشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين في المملكة العربية السعودية وأشار للمحبة المتبادلة بين الدولتين الشقيقتين.
بالقدر الذي احتفى فيه بالجميع من حضور الأمسية الشعرية الناجحة بكل ما توفر لها من مقومات التميز الذي يضاف للحراك الثقافي والأدبي.