بدعوة من الأستاذ فيصل بن حمدالجبرين قمت يوم السبت الموافق 16/2/1437هـ برحلة أثرية ميدانية بدأت من الرياض نزولاً عبر منحدر القدية، توجهنا إلى نفود المزاحمية عبر طريق رملي حيث توجد مزارع كبيرة.
توقفنا في مزرعة الشيخ حمدبن عبدالله آل جبرين، والد مضيفنا، وتناولنا طعام الإفطار، ثم واصلنا سيرنا إلى حفيرة نساح عبر الطريق البري. وسرنا من بين المزارع إلى أن وصلنا إلى الطريق المزفت القديم فسلكناه إلى حفيرة نساح. وقبل الوصول إليها بدأت لنا منشآت حجرية تقوم على رؤوس الجبال فوقفنا عند عدد منها. اتضح لنا أن تلك المنشآت تتسم بكبر الحجم، وضخامة الأحجار، وفيها المذيل وفيها الدائري وجميعها مشيدة بألواح حجرية كبيرة ورفيعة السمك منضوده بشكل جيد ولا تزال محافظة على وضعها الأصلي ما عدا المذيل الذي تم نبش رأسه المثلث.
نزلنا من السلسلة الجبلية وواصلنا السير عبر طريق حفيرة نساح ثم توجهنا نحو مركز (الحفيرة) إلى أن وصلنا إلى وادي تنتشر فيه الأشجار الخضراء عالية الارتفاع، وتشرف عليه جبال صفراء منخفضه توجد عليها مجموعة من المنشئات الحجرية من بينها منشأة ضخمه جداً مشيدة بارتفاع لا يقل عن مترين ونصف المتر، ومكونة من سياجين حجريين. أحدهما سياج خارجي ثم فراغ يصل عرضه متر ونيف، ثم سياج داخلي مغلق نجزم أنه مدفن ركامي ضخم دُفنت فيه شخصية لها وزنها الاجتماعي.
بعد أن انجزنا ملاحظاتنا على تلك المنشآت، انحدرنا عبر الوادي متوجهين إلى رتبة صفراء تنتشر عليها مدافن ركامية دائرية بينها دائرة كبيرة مفرغة من الداخل يربطها بالوادي جادة واضحة المعالم مما جعلنا نعتقد أنها مكان احتفال عام.
مواقع أثرية
تستحق الدراسة
بعد الانتهاء من معاينة هذا الموقع عدنا مع طريقنا الذي قدمنا عبره متوجهين إلى القويعية، وفي طريقنا توقفنا في العبيلة لنتناول طعام الغداء في مخيم الشيخ عبدالله بن فلاح العريفي مع مجموعة من آل العريفي وال جبرين. وبعد الانتهاء قمنا بمسح جبال بركانية تنتشر في جزء من العبيلة ووقفنا على منشآت حجرية عديدة وعلى سطح إحدى النصل البركانية توجد دائرة حجرية ضخمة يصل ارتفاع جدارها إلى قرابة ثلاثة أمتار، ولها مدخل يفتح على إحدى جهات الجبل.
وبعد التصوير وتسجيل إحداثيات المنشآت الحجرية، توجهنا إلى صفراء العبيلة وهي محاذية للتكوينات البركانية إلا أنها أعلى منها ارتفاعاً.
تنتشر على حافة صفراء العبيلة سلسلة من المنشآت الحجرية دائرية الشكل. تظهر متوالية على حافة الصفراء ولا تزال تحتفظ بشكلها الأصلي دون ضرر، وقد يكون ارتفاع الصفراء حال دون تعرض تلك المنشآت للتخريب والنبش. وبعد مشاهدة بعض المدافن الركامية الواقعة على رؤوس الجبال البركانية عدنا إلى الطريق المزفت، وعبره واصلنا السير نحو بلدة القويعية وفيها تناولنا القهوة والشاي في منزل الأستاذحمد بن محمد الجبرين ابن عم مضيفنا ووالد زوجته. توجهنا من منزل مضيفنا إلى بلدة مصيقره الواقعة مباشرة على طريق الرياض-القويعية حيث وقفنا على جبل يعرف بين الباحثين بجبل مصيقره. وكان هدفنا من زيارتها مشاهدة الرسوم الصخرية والنقوش التي تظهر على واجهة ذلك الجبل. تمكنا من مشاهدة العديد من اللوحات المرسومة والمنقوشة، منها لوحة ضخمة جداً يصل طولها مترين وعرضها قريبا من طولها، وتحتوي على رسوم لحيوانات مختلفة وطيور وأشخاص ومظاهر أخرى إلى جانب النقوش. استطعنا أن نقف على عدد من الرسوم الصخرية التي تظهر على كتل حجرية ساقطة من أعلى الجبل. وفي الحقيقية يحتاج هذا الجبل إلى توثيق كامل من قبل المهتمين حيث تظهر مكونات عديدة على اللوحة الواحدة تؤرخ بأزمنة مختلفة. وبعد ذلك توجهنا إلى مدينة الرياض وكان وصولنا إليها الساعة السادسة والنصف مساء.
وفي ختام هذا التقرير اتقدم بشكري الجزيل للأستاذ فيصل الجبرين الذي رتب هذه الجولة الاستطلاعية، وقام بدور المرشد السياحي، وإلى جميع من قابلنا وحادثنا أثناء تلك الرحلة.
- أ.د. عبد العزيز بن سعود بن جار الله الغزي