تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لوجهات نظر بتاريخ 29-5-1437هـ بعنوان: متى يقنت الأئمة فالنوازل تحل بالأمة؟! مشيراً إلى ما حل بإخواننا في سوريا وفي العراق واليمن على وجه الخصوص من حرب شرسة دكت فيها المدن وهجر ملايين الناس وحوصرت مدن أخرى حتى مات بعض أهلها جوعاً كما في مضايا وما حل بإخواننا في اليمن من تسلط الحوثيين وأعوانهم وغير ذلك من النوازل التي حلت ببلاد المسلمين ولا تزال على أشدها والتي تتطلب والكلام للأخ الكاتب من الأئمة القنوت والإلحاح بالدعاء أن يرفع الله سبحانه هذا البلاء عن بلاد المسلمين ويؤلف بين قلوبهم... إلخ. وأجدني أشكر الأخ الكريم على غيرته الإسلامية على إخوانه المسلمين الذين يتعرضون للحصار والتقتيل ولتهجير على أيدي إخوانهم المسلمين الذين دفعهم انحرافهم عن جادة الحق والصواب وتطرفهم الديني البغيض إلى هذه الأفاعيل التي يندى لها الجبين وتقشعر من هولها الأبدان نسأل الله أن يرد كيد الأشرار في نحورهم ويهزمهم ويحقق النصر عليهم.
أما القنوت الذي يطالب به الأخ الكاتب فهذا ليس بيد الأئمة وأمره متروك لولي الأمر وهو الذي يأمر به ويحدد مدته كما حصل في بعض النوازل السابقة لكن يمكن لخطباء الجمع أن يذيلوا خطبهم بالدعاء بأن يزيل الله سبحانه هذه الغمة ويرحم الأمة ويقطع دابر الإرهاب والإرهابيين وغيرهم من مثيري القلاقل والفتن في بلاد العرب والمسلمين وعلى رأسهم الحوثيين وأعوانهم الإيرانيين. لكن الملاحظ أن بعض الخطباء هداهم الله لا يكلفون أنفسهم ولا حتى بالدعاء لجنودنا المرابطين على الحد الجنوبي في مواجهة أعدائهم الحوثيين.
وإذا كان هؤلاء الخطباء لا يفعلون ذلك لسبب يعود إليهم أنفسهم فليدعوا لجنودنا بصفتهم أئمة إذا دعوا أمن المصلين على دعائهم. ومثل هؤلاء الخطباء الذين يبخلون بالدعاء حتى للأقربين الذين هم أولى بالمعروف فكيف نطالبهم بالدعاء والقنوت لإخوانهم بالبلدان العربية والإسلامية الأخرى ممن يعانون من عذابات الفتن والحروب كان الله في عونهم وحمى بلادنا من جميع الفتن والشرور وهدى جميع الخطباء للدعاء لولاة أمورنا ولجنودنا المرابطين على حدودنا وغيرهم من الجنود الساهرين على أمننا في أنفسنا وممتلكاتنا. هذا الأمن الذي هو الآن بحمد الله في أحسن حالاته.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس