المعلم يقوم بأدواركبيرة في تغذية الفكر بالعلم وشحذ المعرفة، وتخريج جيل يخدم دينه ووطنه ومجتمعه، وأن تطور المجتمعات تأتي بالدرجة الأولى بالاهتمام بالمعلم وهو حجر الأساس في تقدّمها، بالتعليم تزدهر الدول، وتتأسس حضارات، وتبنى الأمم وتترقى الشعوب، فالمعلم قاعدة ثابتة للتعليم وعماد للتنمية فلنكن جميعا مع المعلم لأجل الوطن.
إن الأمم التي تعنى بحضارتها وتقدمها تعد المعلم الركيزة الأولى في بناء الجيل والقادة، والمعلم في الزمن القديم له مكانة عالية عند الخلفاء والملوك، فلا تخلومجالسهم من معلمين لأبنائهم ويستشيرونهم في أمر دينهم ودنياهم ويغرسون في نفوس أبنائهم احترام معلميهم، فهذا هارون الرشيد قد اتخذ الكسائي إمام النحاة في الكوفة مربياً ومعلماً لابنيه الأمين والمأمون، وهذا دليل على أهمية ومكانة المعلم.
وعلى المجتمع دوركبير تجاه المعلم وإعطائه حقه من التقدير والاحترام وإيقاف مسلسل تصيد أخطائه الصغيرة وتضخيم هفواته وتتبع عثراته، فلا يوجد عمل بدون أخطاء فالكمال لله وحده، وكثير من المعلمين لهم أدوار إيجابية للأسف لا يسلط عليها الضوء وهنا يأتي دور الإعلام في توضيح تلك النماذج الإيجابية والصور الجميلة والقدوات الحسنة التي تزخر بها مدراسنا بحمد لله كما ينبغي على وزارة التعليم تخصيص دروس للطلاب وألا يقتصر على المعلم فقط بل على الطلاب في إيضاح آداب طالب العلم وما ينبغي عليه التحلي بها والاستفادة من الأوقات في كل ماهو نافع له والبعد عن الكسل الإهمال والبعد عن أصدقاء السوء وتوضيح لهم في عدم التطاول على المعلم وأهمية ما يقوم به، وعلى الآباء والأمهات غرس احترام المعلم وتقديره في قلوب أولادهم فحين يأتي أولادنا إلى مدارسهم وهم لايحملون احتراماً ولاتقديراً لمن يتلقون عنهم العلم فلن يحصلوا علماً ولا أدباً ولاخلقاً. في الوقت الراهن نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تعاملنا مع الآخرين وبالأخص في تعاملنا مع المعلمين ممن يضيئون لأولادنا طريق العلم والمعرفة والتربية ممن يخرجون الأجيال النافعة، فالمعلم يبقى صاحب عطاء ورسالة عظيمة وليس لأحد على وجه البسيطة استغناء عن المعلم ودوره.