المتأمل في الوضع الحالي للمنطقة المحيطة بالمملكة ويقرأ أو يسمع عن كمية المخدرات والخمور التي يتم كشف محاولات إدخالها للبلاد تهريبا بطرق غير مسبوقة وبكميات ضخمة سينتهي إلى أن يستنتج أن المملكة بل وشبابها تحديدا مستهدفين بتلك المحاولات، لماذا الشباب؟
الشباب عماد الأمم ووقود شعلتها وصناع مستقبلها فمتى ما صرف الشباب عن هدفهم الذي خلقوا من أجله ألا وهو عبادة الله عز وجل كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ومن ثم المشاركة في عمارة الأرض واستثمار خيراتها، لا يخفى على الجميع الجهد الكبير والعمل الشاق البطولي الذي يقوم به رجال الجمارك على جميع المنافذ برية كانت أو جوية أو حتى بحرية فهم العين الساهرة والقلب النابض واليد التي تضرب من حديد فلا نملك إلا الدعاء لهم بالتوفيق والأجر والمثوبة من الله تعالى وندعوه سبحانه أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قد يسأل أحدنا نفسه ماذا لو نجح هؤلاء بتهريب كل تلك السموم وتم توزيعها وتداولها بين الشباب! سيتحول الشاب الضحية أو حتى الفتاة من صانع نجاح إلى عالة على المجتمع ومن عضو فاعل إلى نكرة مغيبة ومن عقل مفكر إلى تيه وتخبط ومن قوة إلى ضعف وهوان، كم بيت سيهدم؟ وكم شاب سيفصل من عمله لتغيبه أو لأسلوبه؟ وكم من الأموال ستنفق؟ وكم من الأمهات والآباء سيعانون؟ وكم من الجرائم ستقع؟ سلسلة طويلهة من التساؤلات المؤلمة التي لا نملك معها إلا أن نتذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، ثم نحمد الله فبحفظه وتوفيقه حفظت هذه البلاد ومقدراتها. لكن الاستهداف للشباب ليس متمثلا فقط بهذه الطريقة المادية المذكورة آنفاً فحسب بل تسعى بعض معاول الهدم والتخريب نشر أفكار هدامة سواء كانت تسعى لهدم العقيدة أو الأخلاق أو غيرها والحل الوحيد والمركب المنجي -بإذن الله تعالى- هو الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والالتفاف حول ولاة الأمر ثم إشغال النفس بما هو مفيد ومجد كما قال الشاعر:
إن الفراغ والشباب والجده
مفسدة للمرء أي مفسدة