مازال التعليم في المملكة هو السمة الأبرز لنهضة البلاد منذ تأسيسه ولا تزال الخطوات المتسارعة مشهد معتاد لمسيرة تعليم لشعب كان عالم بالحياة ولكن جاهلاً بالقلم ليصبح من شعب يندر فيه القراء إلى شعب يمتلك نوادر العلماء ولكن على الرغم من المنجز إلا أن صوت الانتقاد يكاد يعلو على صوت الإنجاز وأصبحت وعود الوزراء المتلاحقين عند قدومهم هي التطوير وعند خروجهم العقبات التي لم تمكنهم من مبتغاهم والسؤال هنا لا يجب أن يكون لما صوت الانتقاد عال برغم الإنجازات لأن الجواب أن لا حدود لطموح ولكن السؤال لماذا فشل الوزراء في تحقيق تطلعات الشعب في حين توفر ميزانيات سخية ودعم سياسي رفيع، ولماذا لم تحلق وزارة التعليم كما المأمول منها من قبل قيادة البلد؟.
قد يعتقد أن ليس لهذا السؤال جواب.. لكن الجواب في التجارب الناجحة فلسنا لوحدنا في العالم والدول لديها نجاحات في مختلف العقبات التي تواجه عجلة التطوير في ميادين التعليم فليس من المعقول أن يظل التطوير اجتهادات شخصية تذهب معه إدراج الرياح أو اجتهادات غير مدروسة يكون مستقبلها الفشل ولا يستفاد من تجارب الدول أمام عقبات مماثلة في دول أخرى.
والجواب أيضاً في الميدان فلا يعقل أن يظل الميدان التربوي معزولاً عن خطط تطوير التعليم ولا يستفاد من أراء ناشئة من خبرة ميدانية بالإضافة إلى أنها مصقولة بأعلى المؤهلات العلمية، فلا تكاد تجلس في مجالس التربويين إلا وقد أشبعوك بنظراتهم المفيدة لما يمكن عمله أمام تلك المشكلات التي عجزت الوزارة عن حلها، ولا يعقل أيضاً أن يكون تطوير التعليم من رجال خلف المكاتب لم يخبروا العمل خلف السبورات. فكثير من القرارات تكون مثار غضب أو نكتة من قبل التربويين ودليلاً على جهل مطبق بحال الميدان التربوي من قبل يتولون المسؤوليات الإدارية.
إن للتطوير جناحين يا معالي الوزير لن تستطيع الوصول لتطلعات قيادة وشعب طموحين إلا بأن تحلق بهما خبرات العالم وخبرات الميدان فالمهم هو الاستماع لهذا الصوت الصادق فهو سيسهم بالدفع نحو النجاح وأن يكون التعليم رافداً مؤثراً في رؤية السعودية 2030م.