عبد الله باخشوين
أذكر أنه في بداية حياتي المهنية كنت أعمل في أحد البنوك الرائدة في المملكة وخلال الأسبوع الأول من استلامي الوظيفة استدعاني مديري المباشر إلى مكتبة لعرض ضمان بنكي مزور لأخذ الحيطة والحذر، فسألته هل هذا على ورق البنك الأصلي فأجاب.. نعم.. وسألت هل هذا ختم البنك.. فأجاب.. نعم.. طيب والتوقيع..؟ فأجاب غير صحيح.. ومزور.. من هذه الواقعة بدا لي أنه لابد من وجود خلل في آلية العمل؛ فبدأت أتساءل عن الأشخاص المخولين بحفظ الأختام الرسمية ومكان حفظها وعن الأشخاص المخولين بطباعة الضمانات، فوجدت أن الأختام تحفظ في درج أحد الزملاء وأوراق الضمانات كذلك؛ فتساءلت عن مفاتيح الأدراج خصوصاً أن الموظف لدية مفتاح واحد من أصل ثلاثة مفاتيح لابد من وجودها مع جهة أو شخص ما.. بدا لي بشكل واضح بوجود خلل، وقمت بالإشارة إليه مما أثار استياء مدير الإدارة.. كنت حريصاً جداً ومتفانياً في عملى.. بعد فترة طلب مني مدير الإدارة في ورقة صغيرة بخط يده فتح حساب وزودني ببعض المعلومات على هذة الورقة وطلب مني التنفيذ.. فرفضت وطلبت منه اتباع آلية العمل المتعارف عليها لتوثيق العملية؛ وهنا بدأت الإشكالية وتم تهميشي لأكثر من أربع سنوات بدون علاوات مما اضطرني لترك العمل الذي أحبه واستمتع به في ظل سياسات وإجراءت لا تتماشى مع الواقع.. وبالتالي تصبح عديمة الجدوى وغير منصفة.
من هنا عندما استمعت لمقابلة ولي ولي العهد وانتقاده لآليات العمل والهيكلة الحالية لمؤسسات وقطاعات مختلفة وعدم استغلال الموارد المختلفة؛ وأشار إلى ضرورة التغيير لم أصدق ما أسمعه, حيث إن هذه الإشكالات في القطاعات المختلفة موجودة منذ وقت طويل وتم التعامل معها على طريقة (ابدأ من حيت انتهى الآخرون)، حيث يتم التحديث والتطوير وإعادة الهيكلة ولكن باستخدام نفس السياسات والإجراءات وآليات العمل بالرغم من احتوائها للأخطاء والثغرات.. هذا الأسلوب هو السبب في تأخر قطاعات كبيرة لها ثقلها في المجتمع ولها تأثير مباشر أيضاً.
ولي ولي العهد محمد بن سلمان كان صريحاً وشفافاً إلى أبعد الحدود، حين تطرق إلى الإهدار في المال العام أو الإنفاق الخاطئ في مجالات مختلفة سواء العسكرية أو المدنية ووضع يده على الخلل وصرح بذلك بشجاعة غير مسبوقة ثم طرح تساؤلات عن مدى رضا المجتمع عن الوضع الحالي وجعل الجميع يشاركه أفكاره وطرحه.. وهذا الأسلوب في إدارة الحوار يدل على أن ولي ولي العهد لديه (فكر مستنير ومتطور)، ثم طرح رؤيته والحلول الممكنة وطرح فكرة إعادة هيكلة قطاعات كبيرة ومختلفة وشرح أليات العمل والتطبيق والهدف المراد الوصول له بهذا التغيير الجذرى للقطاعات بشكل علمي وبسيط.
أشار ولي ولي العهد محمد بن سلمان خلال المقابلة بأن الدعم بأشكاله المختلفة يستفيد منه الأغنياء وكبار الشخصيات وأنه من المفترض أن تستفيد منه الطبقة محدودة الدخل وأنه سوف يطبق كل ما يقول على نفسه أولاً.. وأنه في حال غضب هذة الطبقة الغنية المستفيدة يمكن لها أن تصطدم بالشارع.. وأشار فيما بعد بأن 70 % من هذا الشارع هم من الشباب الذي يمكن تسخير طاقتة وإمكاناته في خدمة المجتمع وبناء نهضته الجديدة.
أجزم أنه في ظل وجود شخصية قيادية كشخص ولي ولي العهد محمد بن سلمان بهذا الفكر المستنير وهذه الشفافية في الطرح لا يمكن وصفنا بأننا مجتمع متخلف. نحن كمجتمعات خليجية تعلمنا من آبائنا وأجدادنا أهمية ولائنا لقادتنا، فهذا جزء من موروثنا الثقافي وخصوصاً فئة الشباب، حيث أنه لا يمكن أن نتجاهل هذا الموروث الذي هو سبب وحدتنا كشعب بالرغم من وجود طامعين هدفهم تشتيتنا وتفكيكنا كما هو حاصل في بلدان عربية شقيقة.
الآن وفي ظل وجود ولي ولي العهد محمد بن سلمان انتهت أوهام الطامعين لأنه ببساطة أصبح لدينا روح نقية وصادقة تمثل رؤيا الشباب الطامح لرؤية هذا الوطن وقيادته واقتصاده وشعبه يتغير للأفضل في جميع المجالات.
أشار ولي ولي العهد محمد بن سلمان بأن رؤية 2030 سوف تجعل المملكة اقتصادياً في موقع سيادى على (مستوى الكرة الأرضية).. هذه الرؤيا وهذا الطموح هو المحرك الأساسي لنا كشباب ولن نستطيع أن ننسى هذه الجملة لأنها أعادت الحياة في نفوسنا.. لأنه بروح الشباب تنطلق هذه الرؤيا.. ثقتنا كبيرة في ولي ولي العهد محمد بن سلمان.. وكلنا ثقة بأنه يثق في أبناء هذا الوطن.. والابن دوماً يطمح بأن ينال ثقة والده.. والأيام المقبلة سوف تكون درساً قاسياً لكل من يحاول إحباطنا عن تحقيق رؤية قادتنا التي سوف تؤمن لنا وللأجيال القادمة المستقبل المشرق.