عبد الله باخشوين
يبدو أن زميلنا الصحفي يونس إسحاق وضع فكرة كتابة ((ملف خاص)) عن مدينة ((أبها)) على ((خارطة)) برنامج الدكتور عبدالله مناع، بعد النجاح الساحق الذي حققته الأعداد الأولى لمجلة ((إقرأ)).. فقد كان يونس إسحاق من أشد المتحمسين لتلك النهضة الوليدة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في ((منطقة عسير)).. فبعد زياراته المتكررة إلى ((أبها)).. أكد يونس أن ((المنطقة)) أصبحت بمنزلة ورشة عمل كبيرة.. بعد مرور فترة وجيزة على تولي الأمير خالد إمارة المنطقة.. بما يعد بتحقيق نهضة كبيرة وسريعة لابد من رصد كل خطواتها.. وتوثيق مراحل البناء الجديد عبر مجلة ((إقرأ)).. وبعد مخاطبات رسمية عدة بين المجلة وإمارة منطقة عسير وافق صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل على أن تقوم المجلة بتغطية شاملة لـ((ورشة العمل)) التي تدور هناك.. فكان أن قام المناع بوضع خطة عمل يرأسها سكرتير تحرير إقرأ الزميل المرحوم عبدالله سعيد الغامدي.. والمرحوم المصور عبدالغفار أمين.. وأنا، وهناك وجدنا ورشة عمل حقيقية تبدأ بإنشاء طرق حديثة وشق ((أنفاق جبلية)) هي الأولى من نوعها في طرق المملكة.. تختصر المسافات وتسهل عبور الشاحنات والمركبات الصغيرة التي كان زحفها الكبير إلى المنطقة مكثفاً لنقل البشر والبضائع والمعدات الخاصة بالبناء الذي كان من أبرز الخطوات التي اتخذتها إمارة المنطقة بالعمل على هدم كثير من مباني الأحياء القديمة والمتهالكة التي تقف عائقاً في وجه التخطيط الجديد لأحياء المدينة وشوارعها.. وفق الرؤيا التي رسمها الأمير الشاعر الملهم، استغرقت جولتنا هناك نحو عشرة أيام ازدحم برنامجها بالجولات وزيارات مواقع العمل التي تحركها الرغبة في تحديث كل شيء.
تذكرت هذا الذي في نحو عام 1395 هجرية.. وأنا أشاهد برنامج ((صباح الخير ياعرب)) الذي قدمته قناة الـ((M.B.C)) يوم الخميس الماضي من مدينة أبها في تغطية جديدة ومميزة.. وأخذت أفكر في المسافة بين الأمس واليوم.. وبين تغطية الصحافة ((الورقية)) قياساً للإمكانات المتاحة للصحافة التلفزيونية.. فبعد مرور نحو أربعين عاماً على زيارة مجلة (إقرأ) لمنطقة عسير والتي رصدت الخطوات الأولى لمسيرة الإنجاز التي قادها الأمير الملهم بمخيلة لشاعر الإبداعية.. لم تجد ((كاميرا)) التلفزيون سوى رفاهية رصد جمال الإنجاز بأريحية الأحاديث المرحة.. التي تشير إلى مواطن الجمال والتميز التي يمكن أن تجتذب السائح والزائر.. وهذا يدفعني للقول إنه حبذا لو أن برنامج ((صباح الخير يا عرب)) وضع خطة دورية للبث المباشر من كثير من مدن ومناطق المملكة.. بالعفوية والأريحية نفسها التي تم نقلها من ((أبها))، وذلك لرصد الكثير.. وتوثيق الكثير.. واللقاء مع الكثير من أولئك المميزين في المهن والأعمال.. وذلك ربما - لاستباق الزمن الذي بدأت عجلته تدور بأحلام المستقبل.. هذه الأحلام التي يحمل رؤاها محمد بن سلمان.. لأن مسيرتها على أرض الواقع كفيلة بتغيير من هذا الواقع بشرياً وعمرانياً بطريقة ربما تحتاج منا أن نقوم بتوثيق ما نرى.. قبل أن يقوم على انقاض الكثير منه واقع جديد مشرق ومزدهر.