«الجزيرة» - سفر السالم:
استطاعت البرامج التدريبية المخصصة لتوطين قطاع الاتصالات التي تنفذّها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالكليات والمعاهد التقنية بكافة مناطق المملكة, من تغيير أسلوب تعاطي الشباب والفتيات الملتحقين بها مع الدورات التدريبية, فمن أفراد سجلوا فيها فقط لمجرد الاطلاع والرغبة بالحصول على شهادة معتمدة أو بضغط من الأهل, إلى الحماس للعمل الحر وافتتاح مشاريع خاصة بهم في هذا المجال.
وتحدث أحمد عاتي، خريج برنامج (موظفي المبيعات) قائلا: إن تجربته بالحصول على البرنامج التدريبي كانت إيجابية, ففي بالبداية سجل بالبرنامج من باب الفضول والحصول على شهادة تضاف لسجل الدورات التي يحتفظ بها، لكن بعد الانتهاء من البرنامج التدريبي والمهارات التي حصل عليها قرر افتتاح المشروع الخاص به في مجال الاتصالات. حيث ساهم البرنامج الذي حصل عليه في كلية الاتصالات وتقنية المعلومات بالرياض الأسبوع الماضي، في تطوير قدراته وتزويده بفكرة عن حجم السوق والطلب عليه، ووضع قدمه على بداية الطريق بهذا المجال، وأشار إلى أن تلك البرامج التدريبية فرصة لكل شاب يتطلع لخوض غمار المنافسة في هذا المجال الصاعد.
من جهتها تقول خريجة برنامج (خدمة العملاء) نورة الشهري، إنها التحقت بالبرنامج التدريبي المخصص لتوطين قطاع الاتصالات بالكلية التقنية بالرياض بعد إلحاح من الأهل خاصة أن العمل بالجوالات لم يكن يستهويها. وتستطرد قائلة إنها كانت موظفة في أحد القطاعات الخاصة لمدة 7 سنوات ولكن سئمت من الوظيفة ففكرت بالعمل بمشروع خاص بها لكن الظروف لم تكن مواتية، حتى جاءت تلك البرامج التدريبية التي أعلنتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجعلتها تقرر نوعية المشروع التجاري الذي ستعمل فيه بعد أن تبين لها مدى أهمية مجال بيع الجوالات واكسسواراتها ومقدار ربحيتها وقدرة الفتيات على الإبداع والتميز فيه، حيث اطلعت على برنامج توطين الاتصالات الذي أطلقه معهد ريادة الأعمال الوطني «ريادة» لدعم عمل السعوديين والسعوديات في هذا المجال.
من ناحيتها، تؤكد مروه القطان، إحدى خريجات البرامج التدريبية المخصصة لتوطين قطاع الاتصالات التي نُفذت بالكلية التقنية للبنات في الرياض أنها عندما التحقت بالبرنامج لم يكن لديها فكرة كيف يمكن أن تستفيد منها، ومدى الفائدة التي ستتحقق لها من بعدها، إلا أنها اكتشفت بعد انتهائها من البرنامج عالما واسعا لم تكن تتخيله، حيث منحها هذا البرنامج قناعة بالفرص الواعدة التي يتضمنها قطاع صيانة الجوال وبيعها والتي لم تكن تعرف عنها شيئا قبل التحاقها بالبرنامج، مما جعلها تفكر باستثمار ما تدربت عليها بمشروع خاص فيها وليس مجرد الحصول على شهادة تدريبية معتمدة تضاف للسيرة الذاتية الخاصة فيها.