إبراهيم بكري
«جون بريكنز» الخبير الأقتصادي الأمريكي في كتابه «الاغتيال الاقتصادي للأمم اعترافات قرصان اقتصاد» يكشف أسرار مهنة الأقتصاديين وأسالبيهم الشرعية و غير الشرعية من أجل السيطرة على دول أو كيانات أو أفراد .
نظرية «الإفلاس» ترتكز على إغراق جهة ما في بحر «الديون» لتصبح أسيرة في يد الجهة المخططة لذلك.
نموذج حي جمهورية الأكوادور ، تفاصيل المؤامرة على لسان «جون بريكنز» :
( يعترف «بيركنز» بأنه و زملاءه خططوا إلى دفع الأكوادور نحو الإفلاس،فخلال ثلاثة عقود ارتفع حد الفقر من 50% إلى 70% من السكان،وازدادت نسبة البطالة من 15% إلى 70%، و ارتفع الدين العام من 240 مليون دولار إلى 16 مليار دولار أمريكي، و تخصص الأكوادور اليوم قرابة 50% من ميزانيتها لسداد الديون!!.
و أصبح الحل الوحيد أمام الأكوادور لشراء ديونها هو بيع غاباتها إلى شركات البترول الأمريكية حيث يكشف»بيركنز» أن هذا الهدف كان السبب الرئيسي في التركيز على الأكوادور و إغراقها بالديون نظراً لكون مخزون غابات الأمازون من النفط يحتوي على احتياطي يعتقد أنه منافس للشرق الأوسط، واليوم لكل مائة دولار من خام النفط يستخرج من غابات الأكوادور تحصل الشركات الأمريكية على 75 دولارا منها مقابل 25 دولارا للإكوادور!!).
في الرياضة السعودية نعيش اليوم تجربة أكوادور أخرى ضحيتها الاتحاد ، الهلال ، النصر ؟؟.
سيناريو يختلف في التفاصيل لكن الهدف واحد نظرية «الإفلاس» ، لتغرق الأندية في بحر «الديون» لتصبح أسيرة في يد تربطها «صلة» بين جميع الأندية !!.
في نادي الاتحاد الديون كانت موزعة بين أكثر من جهة ، «القرض» مجرد فكرة حتى تصبح «الديون» لمصلحة طرف واحد تحت غطاء»الكفيل» لم تحل الأزمة المالية بل تضاعفت لأرقام فلكية ، شعار «الميزانية المفتوحة» وظهور أشخاص غير معروفين في محيط الاتحاد بدعم الإدارة مادياً تحت بند «سلفة» ما هي إلا مجرد سيناريو هدفه «إفلاس» النادي لا أكثر !!.
المشهد في الهلال و النصر لا يختلفان متشابهان و كأن «صلة» تربطهما في نفس المعاناة ، عقود استثمارية و تذاكر المباريات نسبة كبير تذهب إلى «المسوق» و كل الوعود الوهمية بشأن الخطط الاستثمارية ورطت الناديين في تعاقدات اللاعبين المحليين و الأجانب بمبالغ ضخمة و أصبحت هذه الخطط الاستثمارية مجرد حبر على ورق؟؟ .
لا مخرج من «الديون» في الهلال و النصر إلا الغرق في «القرض» و الكفيل نفسه كفيل الاتحاد ؟؟.
لا يبقى إلا أن أقول :
الأندية السعودية ما هي إلا مجرد ضحية ، دون أن تعلم كانت تجذف في بحر «الديون» تجاه دوامة «الإفلاس»، عدم وجود المختصين في الاستثمار و ضعف الرقابة المالية في الأندية و تقاعس الرئاسة العامة لرعاية الشباب من سنوات كثيرة في هذا الملف سبب رئيسي في نظرية «الإفلاس» و التي استغلها أفراد و شركات تحت غطاء»التسويق الرياضي» لتصبح أنديتنا تعيش في جلبابهم ؟؟.
عندما تكون الأندية رهينة «الإفلاس» سوف تصبح بعد مرحلة الخصخصة ملك «الكفيل» حينها سوف تبيض ذهباً مثل أبار البترول في الأكوادور !!.
لا شيء يعزز هذه الرؤية إلا الحقيقة التي قالها الاقتصادي السعودي راشد الفوزان :
« الشركة المسوقة في الأندية شاطرة استطاعت الحصول على نسبة كبيرة من مداخل الأندية و كل اللوم على إدارات الأندية التي وافقت على هذه النسب العالية».
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.