إبراهيم بكري
«منافس» أم «ممارس» وجهان لعملة واحدة تختصر لك التعريف العلمي لمصطلح «الرياضة»:
(هي مجهود جسدي عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو المتعة أو التميز أو تطوير المهارات أو تقوية الثقة بالنفس أو الجسد)
احتاجت الرئاسة العامة لرعاية الشباب 43 سنة من تاريخ تأسيسها 1394هـ لتدرك مع رئيسها السادس عبدالله بن مساعد أن الرياضة لها وجهان !!.
سنوات طويلة أهدرت فيها الأموال و الطاقات البشرية و الإفراط الغير مدروس في إنجاب الأندية الرياضية لتصل لـ 170 نادياً تنافسيا ًكانت سبباً مباشراً في إهمال الجانب الآخر في الرياضة «الممارسة» لتصبح السعودية ضمن الدول العالمية الأقل في ممارسة سكانها النشاط الرياضي بنسبة 13% بالرغم أن السعودية في عام 2014م احتلت المرتبة الثالثة عالميا من حيث نسبة السكان دون 29 سنة بواقع 13 مليون شخص من الجنسين، وبنسبة 67 % من السكان.
لا يعقل دولة شابة معظم سكانها من فئة شباب تكون فيها نسبة الممارسين للرياضة هذا الرقم المخجل هذا يكشف لنا بوضوح الخلل في السياسية الرياضية بالسعودية طيلة السنوات الماضية.
اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقط بالأندية التنافسية و إهمالها للجانب الآخر في الرياضة «الممارسة» عطل نشر ثقافة أهمية ممارسة الرياضة على صحة الفرد ليدفع الوطن ضريبة غالية الثمن ؟؟.
وفقاً لكرسي أبحاث السمنة بجامعة الملك سعود 70% من رجال المملكة و75% من نسائها مصابون بالسمنة لنحتل بهذه النسبة المخيفة الثالث عالمياً!!.
كل المؤشرات الحالية تتنبأ بأن السعودية غير راضية باحتلالها المركز الثالث في معدل المصابين بالسمنة عالمياً حيث إن مستقبلها يؤهلها للتربع على القمة لوجود جيل جديد من الأطفال عددهم ثلاثة ملايين ونصف المليون طفل يمثلون 36% من سكان المملكة يعانون من السمنة ؟؟.
سنوياً يموت في السعودية 20 ألف شخص بسبب أمراض السمنة وفقاً لدراسة علمية نشرها المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي.
مجلة «الأيكونومست» البريطانية في مايو 2014م نشرت تقريراً كان عنوانه «الخطر في السعودية» كشفت أن السعودية الأولى عالمياً في نسبة المصابين بمرض السكري بسبب «سوء التغذية و عدم ممارسة الرياضة».
الاتحاد الدولي للسكري أعلن يموت في العالم سنوياً 5 مليون شخص مصاباً بالسكري أكثر من نسبة الوفيات بسبب مرض الإيدز ثلاث مرات.
ولقد طالبت مجلة «الأيكونومست» البريطانية بأهمية أن تحفز الجهات المعنية في السعودية المجتمع بتغيير نمط حياتهم اليومي بممارسة الرياضة للوقاية من مرض السكري والتخلص من السمنة.
أعلنت وزارة الصحة السعودية في مارس 2014م أن عدد المصابين بداء السكري والضغط والمهددين بالإصابة بهما يبلغ حوالي 11 مليون مواطن حسب نتائج مسح أجرته السلطات المعنية بالتعاون مع جامعة واشنطن الأميركية.
وفقاً لأبحاث أجراها كرسيّ الشيخ محمد بن حسين العامودي في جامعة الملك عبدالعزيز لأبحاث القدم السكري وصلت حالات بتر القدم بين مرضى السكري إلى 6 آلاف حالة سنوية بين السعوديين .
يكلف علاج مرض السكري ومضاعفاته والسمنة في السعودية خزينة الدولة نحو 11 مليار ريال سنوياً!!.
هؤلاء المصابون بالسمنة و السكري قيمة فاتورة علاجهم سنوياً تعادل توفير 22 ألف قرض سكني لحل أزمة الإسكان بالسعودية ؟؟.
لا يبقى إلا أن أقول:
فريق دراسة العدد المناسب للأندية في المملكة ونوعها، برئاسة عادل البطي قاموا بمشروع وطني جبار لتعزيز مفهوم أن للرياضة وجهان «منافسة» أو «ممارسة» ، هذا «المشروع» الطموح قادر على تغيير السياسة الرياضية في السعودية لحماية أجيال المستقبل من الأمراض المنتشرة حالياً بالمملكة.
في الأسبوع القادم سوف أسلط الضوء على هذا المشروع الوطني الطموح و مقارنته بتجارب عالمية و عربية ، شكراً للأمير عبدالله بن مساعد والأستاذ عادل البطي وفريقه على ملامسة الجرح والاعتراف بالمشكلة التي تجرع الوطن مرارتها سنوات طويلة.
** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.