فاطمة العتيبي
لاتملك قلبا تملي عليه شروط السياسة..
حين يموت الأطفال
وتحترق المستشفيات وتختلط الأشلاء بالأنقاض
يصبح الأمر أشبه بموت بطيء يمضي في جسدك
يعبر أوردتك
ليقتنص كل فرحك وفألك..
الدم العربي
مافتىء جاهلي، يمور في عروقك حين تقرأ
المعلقات
والصعاليك
وتترحل بك الخيالات نحو الشام وسواد العراق
تطمر بئر من الأوجاع القديمة في قاع قلبك وتظن ماءها غورا لكنه يفاجئك، تراه ينزّ في مسامات جلدك، يثير حزنك العظيم على مآلات التاريخ.
ماذا لو صرخت وقلت من المسؤول؟
من جعل حلب تحترق تمطرها القذائف!
هي قصة ليست جديدة..
رأينا سيناريو مماثلاً لها في غزة
حين اتخذت حماس من الأطفال دروعا
بأمر من حزب الله، الذي يقود الآن تدخلا جديدا في سوريا!
وروسيا التي تحمي مصالح إيران ببقاء بشار على عرش السلطة.
الأطفال والضعفاء هم وقود التأثير في الرأي العام العالمي، لذا يمعن الطغاة في قتلهم حتى ترجح كفتهم، الإخوان الذين أججوا السوريين على الثورة تركوهم الآن يواجهون حربا مدمرة، زرعوا بينهم الدواعش والنصرة ثم تركوهم لتلاحقَهم النيران، حلب اليوم تحترق، ومقاومتها طوال السنوات الماضية وهنت، وأول ضحاياها الضعفاء والأطفال.
هل حاول مدنيو حلب الهرب واللجوء مثل غيرهم أم حوصروا حتى قتلوا، أم اتخذهم الأشرار دروعا بشرية ووقودا للمعركة الإعلامية، أظن الثلاثة كلها مجتمعة حدثت!
الربيع الفارسي يروي الآن قصة دموية جديدة، يكتبها مع الروس على خاصرة الموشحات الحلبية.