ناهد باشطح
فاصلة:
(حيث الحرية... هناك الوطن)
-حكمة لاتينية-
رغم أن خبراً احتوى على عدد متنوع من المخالفات أو المنكرات من وجهة نظر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل مضايقة النساء في الأسواق والتأخر عن الصلاة مما استدعى إشعار دوريات الأمن والقبض على المخالفين ،إلا أن الحادثة التي حظيت بالجدل في مواقع التواصل الاجتماعي هي ضبط دوريات الأمن لشابين يعزفان على العود بحديقة الحمراء العامة بالرياض!!
حتى الصحف أبرزت الحادثة في عنوان الخبر؟
والسؤال لماذا؟
لماذا أبرزت الصحف خبر الشابين العازفين للموسيقى ولماذا ضج موقع تويتر به؟
هل لأن ممارسة عزف الموسيقى لا يعتبر من المنكر في نظر البعض وهو أمر خلافي بينما من المتفق عليه كعرف اجتماعي وديني إنكار مضايقة الشباب للنساء في الأماكن العامة؟
والسؤال الثاني بما أن اللائحة التنفيذية لنظام الهيئة الجديد لم يصدر بعد فعلى أي أساس استندت الهيئة في إنكار عزف الشابين للموسيقى في مكان عام وبالتالي استدعاء الشرطة للقبض عليهما؟
إذا كانت المادة الأولى من اللائحة التنفيذية السابقة المقرّة من قبل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقم (2740) وتاريخ 24-12-1407هـ لا تتضمن إنكار عزف الموسيقى في الأماكن العامة حيث ورد في الباب الأول « واجبات الهيئة» ما يلي:
ثالثاً - مراقبة الأسواق العامة، والطرقات والحدائق، وغير ذلك من الأماكن العامة والحيلولة دون وقوع المنكرات الشرعية الآتية:-
1 - الاختلاط والتبرج المحرمين شرعاً.
2 - تشبه أحد الجنسين بالآخر.
3 - تعرض الرجال للنساء بالقول أو الفعل.
4 - الجهر بالألفاظ المخلة بالحياء، أو المنافية للآداب.
5 - تشغيل المذياع، أو التليفزيون، أو المسجلات وما ماثل ذلك بالقرب من المساجد أو على أي نحو يشوش على المصلين.
6- إظهار غير المسلمين لمعتقداتهم، أو شعائر مللهم، أو إظهارها عدم الاحترام لشعائر الإسلام وأحكامه.
مع أنني شخصياً لا أؤيد قيام الأفراد بأي نشاط في مكان عام سواء كان موسيقى أو إنشاد ديني دون وضع قوانين، إلا أنه من المهم أن يتعرف المجتمع على قوانين الأماكن العامة للالتزام بها حفاظاً على الحريات العامة التي كفلها الإسلام للفرد.
ولعل اللائحة التنفيذية الجديدة للهيئة تأتي بشكل واضح يساعدها على تأدية دورها في عملية الضبط الاجتماعي بمعاونة الشرطة لصالح تحقيق الأمن الذي لا يتعارض مع ممارسة الحريات العامة.