د. خيرية السقاف
يتردد العصفور والطير حيث الماء والبذور
وصغار القطط حين تُطعمهم لا يغادرون حماك والكلاب تفعل
وكل هائم على قدميه لا يقوى على طعامه, وشرابه يأتيك حين تكون يدك خضراء,
ونفسك فسيحة!!
تدهشك أصوات طيورك وعصافيرك, ومواء قططك, ونباح كلابك, وهي تستلهمك الماءَ, وتنتظرك الغذاء.. وإن كانت هائمة في الفضاء, أو سائحة في أرض الله..
انتماؤها لك حدَّ الجوع, عند الحاجة..
لكنك لن تذهب للتأمل, والجدل مع نفسك, ومعها في نظرية المنفعة, ولا العلاقات الربحية, ولا رابط بينك, وبينها عقليا, ونفسيا تبسط خبراتك المعرفية كي تستقرئ هذه العلاقة, أوتحلل هذا السلوك..!
إذ هو أمر طبيعي نظمته نواميس الوجود, وفرضته غرائز المخلوقات,..
ولأن الإنسان المخلوق ذو إرادة فقد قدَّر الله تعالى له أجرا مناسبا في مقابل عنايته بكل ذي كبد رطبة, أقصاها دخول الجنة, ومن ذا الذي لا يطمح في هذا النوال العظيم..؟
إذ «الراحمون يرحمهم الله», والمخلوقات التي تطعمها, وتسقيها بإرادتك, وأنت تعلم أنها حين تهيم في قيظ, أو تسيح في يباب فإنها قد تهلك جوعا, وعطشا..
إن الإنسان إن أعمل عقله, وأطلق قدراته ليتأمل في سيرورة هذا الكون, وفي علاقات أجزائه, ومكوناته بعضها ببعض لأدرك أنه ليس بعقله هو ملك الزاد, واقتنى الماء, ولا بخلوها منه هي المخلوقات الأخرى قد فقدته, فالجميع يحيون على الأرض, تربطهم علاقات سرمدية مهيأة فطرة ..لا تقف عند الحاجة للماء والطعام, ولا تنتهي عندهما, ..عندها فإن العقل سوف يعطله تشابهها, واحتياجاتها..!
إنها فقط هي لحظة تأمل, حين يمنح الإنسان نفسه أن يتفكَّر في اللحظة التي كلما نثر البذور للطيور, وكلما أسقى كلبا هائما, وقطة لاهثة ما الذي يكون..؟!!
وعندما يستيقظ على شدو العصافير من حوله, ويغفو على نبح كلب بعيداً عنه, أو موائها تلك المتمسحة بثيابها عند بابه حين يذهب, وحين يؤوب...!!
لوحة تأمل.. وخفقة حس..!!