بقلب مؤمن بالقدر خيره وشره وأن الموت حق تلقيت صباح يوم الاثنين الموافق للحادي عشر من شهر رجب من عام سبعة وثلاثين وأربعمائة وألف من هجرة الحبيب عليه الصلاة والسلام خبر وفاة زميلي وصديقي العزيز الأستاذ خالد بن ناصر العقلان - رحمه الله رحمة واسعة - بسبب مرض عانى منه، وهو أحد أبناء محافظة الرس، وحيال هذه المصيبة التي أبكتني وأحزنت قلبي لا أملك إلا الإيمان والصبر والرجوع إلى الله بقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها، وحسبي أن أخي الغالي قد توفي وهو ولله الحمد والمنّة صاحب سيرة عطرة وأعمال خير يشهد بها الكثير ممن يعرفونه، نحسبه كذلك والله حسيبه من بر وصلة وحرص على الصلاة مع الجماعة وبذل وسخاء وكرم وجود وحسن تعامل، صادقته ورافقته منذ ثمانية وعشرين عاماً فلم أر منه إلا كل خير، حيث كان نعم الصديق والرفيق في الشدة والضيق، نفسه طيّبة وقلبه أبيض وتعامله قمة في الرقي، ولا شك بأن خبر وفاته صعب على نفسي وصدمة كبيرة لي كيف لا وهو من أصدقائي المقرّبين الخاصين، والأصدقاء الذين لا أصبر عنهم ولا أمل حديثهم ولي معه أجمل الذكريات ولكن هي الأيام كما شاهدها الناس دول، من سرّه زمن ساءته أزمان، كما قال أبو البقاء الرندي رحمه الله:
هي الأيام كما شاهدتها دول
من سرّه زمن ساءته أزمان
وهذه الدنيا لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شأن
ويجب أن نصبر ونحتسب رغم هول المصيبة وعظمها على قلوبنا مستجيبين لقول الله جلّ في علاه: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.. رحمك الله يا أبا ناصر وجعل الجنة مثواك، وأحسن الله عزاءنا وعزاء أهلك ووالدتك وأبنائك وإخوتك وكل محبيك في فقدك، وجمعنا جميعاً في مستقر رحمته في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - محافظة الرس