هناك من يقيّم الناس حسب ممتلكاتهم حسب السيارة الفارهة التي يركبها الشخص وحسب المنزل الكبير الذي يسكنه وحسب ما لدى الإنسان من حطام الدنيا الفانية عندما تقابله بسيارة فارهة يخلي لك الطريق لأنه في نظره أنت إنسان مهم وكذلك عندما يشاهدك تسكن في منزل كبير.. هذه النظرة العامة الآن لدى الكثير من الناس... الأهمية للإنسان لديهم بوضعه الذي يرونه عليه من الناحية المادية فقط، إذًا هذه نظرة مادية متى ما زال هذا الغنى زالت معه النظرة ولم يجد من يكلمه ناهيك عن الوقوف معه في محنته إن لزم الأمر ذلك.. بئس المجتمع مجتمعنا هذا الذي ينظر للإنسان نظرة مادية بحتة زمن ضعفت فيه القيم الإنسانية الحميدة وطغت النظرة المادية, يُقال إن المال هو عصب الحياة وقوامها. وهذا صحيح إلى حد ما. ولكنه وقتي زائل فنحن نحتاج إليه لتأمين المأكل والمسكن والملبس لذا يجب أن ننظر إليه نظرة صائبة ونعتبره وسيلة لا غاية، القيمة الحقيقية للإنسان التي ترفع من شأنه ليست في ماله ولا في سلطانه بل في أخلاقه وهو مصداق لما ورد في الحديث الشريف، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)، لم يقل أكثركم مالاً، لقد كست حياتنا المادة في كل شيء حتى بلغ الأمر ذروته، أصبح الأخ لا يعرف أخاه إلا من خلال المصالح المتبادلة، كل الناس لا تبحث إلا عن المصالح المادية غابت القيم غاب الصدق غابت الأمانة انتشر الفساد في مفاصل حياتنا كلها والسبب كله طغيان المادة حتى السعادة يرونها فيمن لديه هذه المادة، مع أن السعادة معيارها معروف لدى المسلم في تقوى الله جل وعلا.. قال الشاعر الحطيئة:
لست أرى السعادة جمع مال... ولكن التقي هو السعيد
فتقوى الله خير الزاد ذخراً... و عند الله للأتقى مزيد
هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد..