الجزء الرابع من كتاب فقد ورثاء للأستاذ عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف صدر مؤخرًا، وتضمن عددًا من مقالات الرثاء التي كتبها الأستاذ الخريف. وجاء في مقدمة الكتاب:
معلوم أن أبواب الرثاء لها الصدارة بين أغراض الشعر المتعددة للاجتماع على تأثيره بالنفوس؛ لأنه يصدر من الأعماق، ومن عصارات المهج والقلوب؛ فتفوح به قرائح الشعراء المكلومين بفَقْد غاليهم من أبناء وآباء وإخوة وزوجات وأحبة، وغير هؤلاء ممن يعز على النفوس فراقهم.. فهاذم اللذات ومفرِّق الجماعات هو المحرك الأقوى لما تجيش به نفوس الشعراء فتخال حرارته تلامس جوانب القلب؛ فهو أصدق تعبيرًا وتفجعًا على فَقْد غائب لا يرجى إيابه.
وموضوع كتابنا هذا يكاد يكون واحدًا في مسماه، إلا أن محتواه يضم رثاء لقريب أو عالم جليل أو صديق.. فإن فَقْد مثل أولئك محزن، ووقعه على القلوب موجع جدًّا، وقد يطول مكثه في النفوس وبين الجوانح زمنًا طويلاً.