لا نختلف على أن بعض الحكام «مرعي عواجي على سبيل المثال» يستفز المتلقي، والإداريين، ومن قبلهم اللاعبون، بقراراته الخاطئة، التي تغيّر مجريات ونتائج المباريات، لكن نتفق - ولا شك في ذلك - على وجوب وضرورة ضبط الأعصاب، ومنع التصرفات غير المسؤولة التي تزيد من الاحتقان والانفلات الجماهيري؛ فالاحتجاج في عالم كرة القدم يتم عبر قنواته الرسمية، وطرقه المنظمة والمحددة، وما حدث مع إطلاق حكم ديربي الرائد والتعاون من مسؤولي الناديين، وهم الأكبر سنًا، والأكثر مسؤولية، من دخول إلى أرضية الملعب، واحتجاج بصورة لا تليق، كان مشهدًا مؤسفًا، وغير رياضي البتة، ولا ينبغي تكراره من شخصيات نثق برجاحة عقلها، وأخلاقها العالية، وتقديرها المسؤولية.
وبالعودة إلى الوراء، فإن الانفلات الإداري تم التساهل معه منذ حادثة الاعتداء على رجل الأمن الشهيرة، التي مرت دونما قرار رادع يؤدب الخارجين عن النظام، وتكرر التساهل مع حالات خروقات دخول رؤساء محددين ونقاشهم بفوضوية مع الحكام.
يجب أن يخضع الجميع لسلطة القانون والنظام دون تمييز، وبمساواة يكفلها المشرع؛ كي لا تتكرر حالات الأمس في نهاية ديربي القصيم. وهذا لن يتحقق إلا بوجود مسؤول قوي، لا يخشى في الحق لومة لائم، لا يميز، ولا ينتقي حالاته وقراراته.