كتب - علي الصحن:
فرض المنطق نفسه وقطع الأهلى تذكرة العودة للفوز بالدوري السعودي بعد غياب دام 32 عاماً.. والفوز الأهلاوي مستحق بكل تأكيد فقد قدم الفريق مهر البطولة، ولعب لقاء الحسم بالطريقة التي قادته للذهب، وبلاعبين يتقدون حماساً ورغبة لتقديم البطولة الغائبة لجمهور ملّ الصبر وهو ينتظر، وبإدارة بذلت كل ما في وسعها من أجل هذه اللحظة الخالدة التي لن تغيب عن الذاكرة الأهلاوية.... وبمدرب لم يكابر ويعاند ويتمسك بقراراته وفريقه يتراجع في وقت سابق ويتعثر غير مرة في طريق المنافسة الوعر !!
في مقابل العودة الأهلاوية.. امتد الغياب الهلالي عن بطولة الدوري من جديد وأنهى الفريق الموسم الخامس وهو يكتفي بالمنافسة حتى الأمتار الأخيرة ثم مايلبث أن يتعثر لأنه لم يعد يملك الأدوات التي تمكنه من العودة للقب الذي يحمل رقمه القياسي رغم غياب السنوات الخمس !!
** في لقاء الحسم تقدم الهلال .. ولو أكمل الفريق مسيرته وفاز لكانت خديعة كبيرة للهلاليين في فريق هش جرد من كل أدواته وبمباركة من مدرب قال مرة ومرتين وثلاث ورباع أنه ليس المدرب الكفء المؤهل لقيادة فريق يبحث عن الألقاب، ومدرب حذر كل الهلاليين الناصحين الصادقين الذين لم تخدعهم بطولات النفس القصير والمباراة الواحدة من مغبة استمراره مع الفريق بعد أن أثبت إفلاسه الفني وظهر ذلك جلياً والمنافسة تشتد في الدور الثاني من الدوري حيث فرط في جملة من النقاط وبطريقة لا يمكن أن يقع بها مدرب يبحث عن قيادة فريقه للذهب..!!
وإذا كنا نلوم المدرب فلابد أن نلوم معه الإدارة التي لم تحرك ساكناً وأصرت على استمراره رغم أن كل المؤشرات والآراء الفنية كانت تؤكد أنه ليس الرجل المناسب للفريق..ولا بد أن نلوم الإدارة التي لم تسع لدعم فريقها في فترة التسجيل الشتوية بلاعبين يصنعون الفارق...!!
** في مباراة الحسم تجلت الكثير من الحقائق التي تحدث عنها الهلاليون الناصحون في وقت سابق لكن صناع القرار في النادي لم يأخذوا بها وتركوا الأمور تمضي كما هي، وفي النهاية دفع الفريق الثمن، فها هو يخسر لقب الدوري ويوشك أن يودع الدوري الآسيوي من دور المجموعات في حادثة لم يعهدها الهلاليون... !!
** في مباراة الحسم تقدم الهلال... وعندما كان يبحث عن التعزيزكان مهاجمه الأجنبي الميدا يضيع الفرص ثم يطلب الخروج لإصابته.. وهنا يفاجئ دونيس الجمهور بواحدة من اختراعاته الفنية بالزج بلاعب الوسط عزوز الدوسري... متجاهلاً وجود السالم والقحطاني بجانبه.. والسؤال هنا لدونيس ومن يقف خلفه..إذا كان الممرن غير مقتنع بثنائي الهجوم البديل فلماذا أصر عليهما واحضرهما معه... بعد ذلك يعود دونيس لواقعه بعد أن وجد فريقه متخلفاً للزج بالسالم والقحطاني... وفي النهاية شاهد الهلاليون لاعب الدفاع كواك وهو يهاجم !!!
** أصر دونيس على لاعبه الميدا.. وفي هذا اللاعب تتضح الفوارق...فمهاجم الفريق البطل ( الأهلي ) سجل خلال الدوري 22 هدفاً ... أما رأس حربة الهلال الميدا فقد اكتفى بـ 6 أهداف ومع ذلك يصر المدرب عليه ويزج به في كل المواجهات وسط فرجة إدارية واستغراب جماهيري واسع !!
** في مباراة الحسم حيث يكون للأوراق البديلة كلمة... وجد الهلاليون أن الثلاثي البديل عزوز والسالم وياسر.. وهذا الثلاثي لا يمكن أن يقدم الكثير وقد أثبت طوال مشاركاته هذا الموسم أنه لا يمكن أن يقدم الإضافة والفائدة للفريق... !! وهاهو الهلال يدفع الثمن.
** في مباراة الحسم ..فتش الهلاليون عن الثلاثي سالم والعابد والفرج وهم الثلاثي الذي ظن كثير من الهلاليين أنهم سيكونون عماد الفريق ومصدر قوته..لكنه اكتشف من جديد أنهم لا يملكون سوى اللعب الفردي ومحاولة اختراع شيء جديد في كرة القدم على حساب مدرج يغلي ويبحث عن حلول ولو من خرم سم الخياط!!
** في مناسبة ماضية... أقسم مدير الكرة الهلاليية أن دونيس ضالة الهلال .... واليوم هل يستطيع هذا الإداري المفرج أن يبرهن على كلامه؟
** الهلال يعاني كثيراً .. وهلال اليوم ليس هلال الأمس ..هنا لست متشائماً لكنها الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها الهلاليون إن كانوا جادين في أمر فريقهم ساعين لإعادته من جديد لسيرته الأولى ..مالفائدة أن يقول دونيس اليوم أنه أول من يتحمل المسؤولية ... ومن أي حساب يمكن أن يتم صرف هذه التبريرات التي ولى زمانها...!!
** الهلال يعاني كثيراً ... والشق سيتسع على الراقع كلما تأخر في التدخل، وأتمنى ألا يندم الهلاليون على فرصة إصلاح فريقهم ومدرجه الكبير مازال حوله ..يستنهضه ويقوي عزيمته، ويشد من أزره ويحاول أن يداوي جراحه..!!
** الهلال يعاني كثيراً.. ولست هنا في مقام ذر الملح على الجراح الرطبة..لكنها الحقيقة التي يجب أن يتنبه لها الهلاليون... قبل أن يجدوا أن العودة أصعب مما يتصورون وأبعد مما يظنون؟؟