تعليقاً على مقال الأستاذ رجاء العتيبي (الحرب بالمخدرات) والمنشور في 12 ابريل 2016م فقد يعرف جميعنا عبارة « لا للمخدرات « حيث يرددها المختصون والمربون، كما نراها مطبوعة على الزي الرياضي للاعبين ومكتوبة في اللوحات التوعوية ومعلقة في المدارس والجامعات والملاعب والطرقات والأسواق ووسائل الإعلام، وهذه العبارة قد لا تعني شيء بالنسبة للأسوياء الذين ربما يستفيدون منها كوقاية في حين تعني ذات العبارة الشيء الكثير والكثير للمتعاطين والمدمنين وحتى المتعافين ومن المتوقع أن تكون تلك الجمل من مثيرات الانتكاسة والاشتياق لهؤلاء تماماً لو قلت لا للبيبسي أو لا للتدخين رغم العبارة والصورة التحذيرية الخطيرة الموجودة على علبة السجائر فلن تجد لك آذان صاغية ولو قلتها لهم ألف مرة ولكن تخيلوا معي لو تم إضافة نعم للحياة بعد عبارة لا للمخدرات ولا للتدخين ونعم للصحة فنحن بذلك نكون قد فتحنا باباً للأمل والتفاؤل لهؤلاء وأوجدنا لهم البديل الإيجابي ليفكرون فيه، خيراً من أن نكثر لهم اللاءات فالنفس الإنسانية تأبى الحرمان لأن كل ممنوع مرغوب كما يقال.
وقد لفت انتباهي تسمية بعض أنواع المخدرات بأسماء شعبية معروفة ومتداولة في مجتمع المتعاطين وبالطبع تختلف من مجتمع لآخر فمثلاً «قشطة وشماغ البسام والشبح والليموني والبرتقالة وداتسون وطباشير» من المصطلحات التي أعتقد أنها لم تأت اعتباطاً بل كانت مدروسة ومخطط لها فمافيا المخدرات يسمونها بالأسماء المتداولة والشائعة في المجتمع حتى إذا ما ذكر الاسم المستعار للمخدر امام المدمن أو المتعافي أو شاهد ذلك بعينه كالقشطة مثلاً عندها سيكون لها ارتباط شرطي كما جاء في نظرية المنبه الشرطي والاستجابة الشرطية للعالم النفسي (بافلوف) فمتى ما ذكر المنبه الشرطي (القشطة) ظهرت الاستجابة الشرطية (الاشتياق للمخدر) وبذلك سيكون المدمن زبونا دائما لدى المروجين والفضل يعود لهذه الأسماء الشعبية ويبقى أسيراً في سجن المنبه والاستجابة الشرطية، والحل الأمثل لتلك المشكلة يكمن عند ذات الشخص المدمن أو المتعافي وذلك بطرد الأفكار السلبية واستبدالها بالأفكار الإيجابية من خلال تطبيق تقنية الاسترخاء وممارسة الهوايات المباحة وغيرها من الأساليب العلاجية المتوفرة في مستشفيات علاج الإدمان على المخدرات.
- منصور السلمي