السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،، وبعد:
أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة العدد رقم (15892) في الصفحة الخامسة (بعنوان تراحم تعقد الملتقى السنوي العاشر في المناطق والمحافظات).
حيث ورد في الخبر أن هذه اللجنة عقدت الملتقى السنوي العاشر برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي بحضور رؤساء هذه اللجان في مناطق المملكة بحضور نائب رئيس اللجنة (اللواء إبراهيم الحمزي) مدير عام السجون، وقد نوقش في هذا الاجتماع سبل الارتقاء بأداء اللجنة وتذليل معوقات أدائها، كما نوقشت آلية تحويل برامج ومشاريع اللجنة من الدعوية إلى التنموية ونقل الفئات المستهدفة من الاحتياج إلى الإنتاج.
بعد ذلك قام الوزير (القصبي) والمشاركون في الاجتماع بجولة على مرافق إصلاحية الرياض الجديدة من مرافق المطبخ والمغاسل وصالات الطعام وبعض الملاعب الرياضية ثم الوقوف على المشروع الزراعي (البيوت المحمية) باعتباره مشروعا تأهيليا مهنيا، إضافة إلى مباني التدريب المهني وأخيراً الاطلاع على (مبنى الإفراج) قبل الإخراج وتهيئة النزلاء لهذا الإفراج.
أقول تعليقاً وتعقيباً على هذا الخبر إن هذه الجهود تثلج الصدر تجاه أبناء مجتمعنا الذين ضلوا الطريق الصحيح والمستقيم فوقعوا ومارسوا سلوكاً مضاداً للمجتمع نتيجة لأسباب قد تكون خارجة عن إرادتهم، أسباب أسرية أو مجتمعية أو بيئية أو رفاق السوء... الخ، مما جعلهم يأتون ويمارسون هذا السلوك الانحرافي، وكما يقول علماء النفس والمختصون بالجريمة إن الانحراف لا يوعز إلى عامل واحد إنما هناك عوامل مختلفة وعدة تجعل الشخص وتدفعه إلى الخروج عن الخط المستقيم والمضاد للمجتمع، فهذه الجهود من هذه اللجان (تراحم) في مختلف مناطق المملكة جهود تذكر فيشكر القائمون على هذه البرامج، لكن أود الإشارة ولفت النظر باعتباري أولاً مختصا اجتماعيا ودرست العلوم الاجتماعية من علم نفس وعلم اجتماع وخدمة اجتماعية مع الممارسة الميدانية لأكثر من ثلاثين سنة حيث تعاملت وعملت في المؤسسات الإصلاحية من أحداث صغار في دار الملاحظة الاجتماعية بالرياض المختصة برعاية الأحداث الجانحين أو التعامل مع الأحداث المعرضين للانحراف الذين ترعاهم دور التوجيه الاجتماعي، إضافة إلى اشتراكي في لجنة أصحاب السوابق والعائدين للإجرام كمندوب لوزارة الشؤون الاجتماعية في إصلاحية الحائر وإصلاحية الملز وزيارة أغلب السجون في المدن الرئيسية.
فهنا أقول إن هذه البرامج التي تطبق في الإصلاحيات لا تأتي أكلها إلا بتطبيق برامج الرعاية اللاحقة، وهذه البرامج تطبق بعد الإفراج عن نزلاء هذه الإصلاحيات، وهذه البرامج من واقع الخبرة الميدانية تبدأ منذ إيداع النزيل الإصلاحية من أجل معرفة ظروفه الذاتية والأسرية والمجتمعية والبيئة والتعليمية فهذا البرنامج يسير مع ما يقدم للنزيل من برامج الرعاية الاجتماعية داخل الإصلاحية وأهم برامج الرعاية اللاحقة تهيئة الأسرة من أب أو أم أو أخ أو زوجة أو أولاد... الخ لاستقباله، وكذلك تهيئته هو حتى لا ينفر منه هؤلاء الأقارب أو وصمه وتعييره ونعته ببعض الألقاب التي تنفره وتبعده عن أفراد الأسرة والمجتمع، وقد يفضل ممارسة السلوك المضاد للمجتمع من أجل العود إلى مكان توقيفه السابق، لأنه يرى في قرارة نفسه أن هذا المكان أرحم من مكان الأسرة والمجتمع، وبعد هذه التهيئة -كما أشرنا- يتم متابعته متابعة غير لصيقة له من أجل الاطمئنان على وضعه وتكيفه مع الأسرة والمجتمع، سواء كان في وظيفته أو عمله أو دراسته من أجل التدخل السريع في الوقت المناسب وحمايته بعد الله من العودة إلى الانحراف، ويجب أن تكون تهيئة الأسرة متزامنة مع تهيئته هو -كما ذكرنا- حتى لا يصدم بواقعه.
اللهم احفظ واحم شبابنا ورجالنا ونساءنا من كل انحراف ومن كل جريمة تخل بهذا المجتمع المعطاء، هذا المجتمع الخير المجتمع الإسلامي الصحيح الذي يسير على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وادم علينا نعمة الاستقرار والأمن الذي نعيشه ويحسدنا عليه كل حاقد وشرير (وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين).
خاتمة شعرية:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم.
- مندل عبدالله القباع