محمد عبد الرزاق القشعمي
ومنذ تخرّج الدكتور حسن نصيف التحق بوزارة الصحة، وكان مديراً للمستشفى بجدة ثم مراقباً عاماً ثم مستشاراً فنياً وأخيراً تربع على كرسي الإدارة.. وهو في الوقت الحاضر المدير العام لوزارة الصحة... ومن خصائصه أنه يميل إلى معالجة الأمور بالحكمة والصبر الطويل.. لا سيما في أحوال الشكايات أو المقترحات المقدَّمة من الشعب، وحقيبته الأدبية مملوءة بالطرائف، وله مشاركات هزلية وقعت له مع زملائه في عهد الدراسة الجامعية، وقد سجلها في (مذكرات طالب سابق).. وميوله في نظم الشعر الفكاهي هي ميول رجل مثقف... وقد أثبت في عالم الوظيفة بأنه صورة حيَّة للشباب الجامعي، هذا الشباب الذي يحمل على صدره وسام الجامعية، وفي قلبه رسالة الحياة. وعقيدة الإخلاص.. ».
يعد الدكتور حسن نصيف من رواد الشعر الفكاهي في المملكة وله كتاب ثقافي طبي باسم (طبيب العائلة).
• طبيب العائلة كان بُعيد عودته من القاهرة متخرّجاً في كلية الطب عام 1370هـ يقدِّم برنامجاً صحياً بالإذاعة باسم (طبيب العائلة) وكان ينشر تلك الأحاديث في جريدة (البلاد السعودية) وهدفه نشر وتعميم التثقيف الصحي والتركيز على الوقاية من الأمراض واعتبرها مرجعاً مفيداً لكل أفراد البيت، وقد جمع هذه المقالات والأحاديث في كتاب أصدره نادي جدة الأدبي عام 1399هـ/ 1979م وقد اختتمه بكلمة (فلننشئ كلية للطب) نشرها بالبلاد السعودية عام 1374هـ/ 1955م ويقترح أن تكون الكلية بالرياض لأن وزارة الصحة تبني الآن مستشفى كبيراً في الرياض وفي الإمكان استخدامه كمستشفى جامعي دراسي وتبنى مباني كلية الطب بجانبه.. وقال إن إنشاء هذه الكلية يجعلنا نكسب بعض الوقت لأن مثل هذه الكلية ضرورة من الضرورات فمن الواجب إيجادها إن عاجلاً وإن آجلاً.
• كما كان ينشر بعض قصائد الزجل والتي سماها اللون الشعبي باللغة الدارجة في الحجاز عندما كان يدرس في مصر متأثراً بأستاذه بكلية الطب الدكتور سعيد عبده، كما نشر خلال شهر رمضان سنة 1399هـ في جريدة المدينة قصائد بعنوان (تسالي) جمعتها له (تهامة) في كتاب صدر عام 1402هـ/ 1982م.
• أعقبه بديوان آخر باسم (بسمات) نشرته تهامة أيضاً عام 1404هـ/ 1984م.
• أما كتابه الأهم (مذكرات طالب سابق) والذي كتبه أثناء دراسته بكلية الطب بجامعة فؤاد بالقاهرة ونشرته (دار الفكر العربي) بالقاهرة (د. ت). وقدم له الشاعر والكاتب الساخر أحمد قنديل ومنها قوله: «.. ولعل المبرر المنقول هو كما طالعتني به نظرات الأديب ناشر المذكرات - في ضحكات ملفوفة - رابطة الأسلوب (الفكاهي) بيني وبين الدكتور.
فالتصوير الفكاهي الساخر - هو العنصر السائد - أو نقطة الارتكاز في كل فصول هذه المذكرات..
ثم إن صاحبها علم من أعلام (النكتة) الفنية - تدل على ذلك أزجى له ومساجلاته البارعة.. ».
وقال إن الذي شجعه على نشرها الشاعر طاهر زمخشري.
وبدأ يكتب بجريدة (البلاد السعودية) فور عودته من البعثة أو أثناء زياراته كمذكرات أو لقطات ساخرة عنه وعن زملائه. بدءاً بمدير البعثات السعودية بمصر السيد ولي الدين أسعد مروراً بأغلب زملاء البعثة. مع ذكر المقالب التي يحيكونها لبعضهم والطرائف والقفشات، وقد بدأ بنفسه عندما كان طالباً بمدرسة الفلاح بجدة عام 1352هـ/ 1933م وعمره اثنتا عشرة سنة عندما نشر خاله مقالاً في (صوت الحجاز) بتوقيع (فلاحي) نسبة إلى مدرسة الفلاح فادعى أمام زملائه بأنه صاحب المقال. ثم بدأ يقتبس مقالات عن الأخلاق وينقلها حرفياً وينشرها له أحد أقاربه بالجريدة فتكشف سرقته فيوقف النشر.
وفي مجال الشعر يحسن بنا أن نختم هذا المقال بقصيدة عارض بها قصيدة (ثورة الشك) وقّعها باسمه المستعار (ابن سيناء).
نجد جريدة حراء تنشر في عددها (225) بتاريخ 12-6-1378هـ «.. قصيدة (ثورة الشك) من كلمات الأمير عبدالله الفيصل - وزير الصحة وقتها - والتي غنتها أم كلثوم.
واستمع الملايين إليها ننشرها فيما يلي مع معارضتها:
أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس انك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي
إليك خطى الشباب المطمئن
يُكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
... إلخ.
المعارضة:
مع الاعتذار لوزارة الداخلية، ولأمسيات حيالة (بستان) المحروم في الرياض، حيث يقابل ضيوفه ويطهو لهم الطعام بنفسه أحياناً:
إلام تشك في المحبوب يعني
وأين (مباحث) ورجال (أمن)؟
يقول الناس و(التحقيق) جار
لقد صار (التحرّي) خير فن
لقد (ضبطوه) يوم الحال (جيم)
فكانت (كبسة) أودت لسجن
لئن كان (التلبس) غير كاف
ففي (البصمات) ما ينبي ويغني
فصار مع (الرقيب) فلا انفلات
وأصبح كل شك حسن ظن
وأضحى (ضبطه) أمضى (سلاح)
ليلقى في (الحيالة) خير أمن
وكم طافت عليه صحون (رز)
و(بادية) مغطاة بسمن
يقدمها له (طاه) قدير
لديه من المهارة ما يمني
كأني طاف بي ركب (الكوازي)
يحدث قائلاً والقول مني
أيا (محروم) إن تمسكه فيها
ستنسيه الحيالة يوم ظعن
أجبني إذا سألتك هل صحيح
ستحبسه بها يوماً.. أجبني؟
ابن سينا [حسن نصيف]
وكان آخر مقابلة أجريت معه بجريدة عكاظ ففي عددها (13290) الصادر يوم الأربعاء 12 ذو القعدة 1423هـ الموافق 15 يناير 2003م، على حلقات متتالية حصلت على خمس منا تحت عنوان: (د. حسن نصيف ابن (المظلوم) الذي أصبح وزيراً للصحة) حاوره فيها: أيمن حبيب وتناول فيها شذرات من سيرته ومسيرته.