الجزيرة - الرياض:
يعيد المسلمون اليوم دمج قيمهم التقليدية بما يناسب العصر الحديث، ففي كل من المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة وغير المسلمة، يجري الاتفاق حول القيم التقليدية مثل مفهوم الحلال، والمبادئ الإسلامية التي تنظم الشؤون المالية بحيث تتناسب مع سياق العصر الحديث. فتكون النتيجة هي ازدهار الاقتصاد الإسلامي. ويقدم الانفوجراف واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي أحدث التطورات والاتجاهات في هذا الاقتصاد، بينما يعد في الوقت ذاته بمثابة خريطة طريق للمؤسسات المالية التي قد تستفيد من هذه السوق العالمية الصاعدة.
وتواصل سوق الأغذية الحلال في بناء قوتها الدافعة عبر سلسلة عالمية من الصادرات والواردات الغذائية، مدفوعة في ذلك بتنامي الطلب العالمي. ويقدر الإنفاق العالمي للمسلمين على المواد الغذائية والمشروبات قد زاد بنسبة 4.3 في المئة ليصل إلى 1،128 مليار دولار في عام 2014، وهذا يجعل سوق الأغذية الحلال الرئيسية المحتملة تبلغ نسبة 16.7 في المئة من الإنفاق العالمي في عام 2014، ويتمثل البرهان على قوة هذا القطاع في النجاح المتواصل لسوق الأغذية الحلال عبر الثقافات والقارات المختلفة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أصبحت شركة «سافرون رود» بفضل منتجاتها الحلال والعضوية نموذجًا للنجاح لكل من أصحاب المشروعات الطامحين من المسلمين وغير المسلمين. ومن آسيا إلى الولايات المتحدة، يتحول قطاع الأغذية الحلال ليصبح مصدرًا رئيسًيا للنمو في كل من الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد العالمي الأوسع.
ولكن بطبيعة الحال، يواجه هذا الاقتصاد تحديات أيضاً. فهناك خلاف دائر بشأن معايير الأغذية الحلال واعتمادها، إلى جانب ضرورة توفير مزيد من التثقيف حول هذه الموضوعات في البلدان الإسلامية. ويعكس الحظر الذي فُرض مؤخرًا على الذبح وفقًا للشريعتين الإسلامية واليهودية في الدنمارك إلى جانب القصص غير الجيدة عن الأغذية الحلال في وسائل الإعلام الموقف الحالي السائد في أوروبا والمتزايد في الولايات المتحدة. وستكون المشاركة والتغلب على هذه التحديات أمرا محوريًا لتحقيق النجاح في المستقبل لقطاع الأغذية الحلال.