كبار كتاب الرأي: زيارة الملك سلمان توفِّر المناخ اللازم لإطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين ">
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
تصدرت أخبار زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- للقاهرة ومباحثاته مع أخيه فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واجهة الصحافة المصرية الصادرة أمس الجمعة، بعناوين بارزة وصور توضح مدى الحفاوة البالغة التي استقبلت بها مصر ضيفها الكريم، حيث جاءت عناوين صحيفة الأهرام كالتالي: «نقلة إستراتيجية في العلاقات المصرية السعودية»، و»التعاون الثنائي وقضايا العرب على مائدة السيسي وسلمان». ولفتت الصحيفة العريقة إلى أن مصر بحفاوة بالغة استقبلت ضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي بدأ زيارته التاريخية لها، والتي تستغرق خمسة أيام، ووصفها المراقبون بأنها نقلة إستراتيجية كبيرة في العلاقات المصرية السعودية.
فيما جاءت عناوين صحيفة الجمهورية كالتالي «استقبال حافل لخادم الحرمين في القاهرة، نقلة نوعية جديدة في العلاقات المصرية السعودية»، «السيسي وسلمان يتفقان: دعم التعاون الثنائي وتعزيز العمل العربي المشترك». وقالت صحيفة الأخبار: «البرلمان في انتظار زيارة خادم الحرمين الشريفين». والنواب: «الزيارة تحبط مخططات الوقيعة وتعكير صفو العلاقات بين مصر والسعودية»، و»الرئيس يمنح العاهل السعودي قلادة النيل».. ويشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين، ونقلت «الجمهورية» عن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة تأكيده بأن العلاقات الإستراتيجية التي تربط كلا من مصر والسعودية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي تمثل نموذجاً يحتذى به في العلاقات المشتركة القائمة على تحقيق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين .. لافتاً إلى حرص الحكومتين على خلق المناخ المواتي لتنمية العلاقات المشتركة في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
فيما قالت صحيفة الشروق: «السيسي يستقبل سلمان .. وتوقعات بانفراجة في ملف المساعدات السعودية». - ومصادر: منح واستثمارات سعودية لدعم الاحتياطي النقدي المصري - الحكومة المصرية أنهت 14 اتفاقية تعاون مع المملكة للتوقيع خلال زيارة خادم الحرمين، ونقلت الشروق عن السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن مصر تولي أهمية كبيرة لزيارة العاهل السعودي خاصة أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها ملك السعودية إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم والتي تمثل تتويجاً للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين البلدين، لافتاً إلى أن برنامج الزيارة يضم مقابلات عدة مع كبار الشخصيات والمسئولين المصريين وكذلك عقد لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال المصري - السعودي، فيما عنونت صحيفة «المصري اليوم» صفحتها الأولى: - سلمان في القاهرة.. شراكة تتحدى العواصف.
في حين ركز كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح أمس الجمعة الحديث عن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر خمسة أيام هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، حيث تناول الكاتب محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة الأهرام في مقاله الحديث عن استقبال مصر ضيفاً كريماً وعزيزاً هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لافتاً إلى أنه لم يكن هناك أكثر تعبيراً عن خصوصية الزيارة من كلمات بيان الرئاسة الذي سبق وصول الضيف الكبير إلى القاهرة بساعات قليلة. والذي لخص الأجواء الإيجابية، خاصة ما قاله المتحدث باسم الرئاسة من أن مصر لن تنسى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مواقفه المقدرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، ونبه الكاتب إلى أن أهم التحديات في المنطقة ما زال يتمثل في خطرين أساسيين هما: إسرائيل المحتلة للأراضي العربية وللأسف الجمهورية «الإسلامية» الإيرانية صاحبة الأطماع التوسعية.. مشيراً إلى أن كلاهما يدبر في الخفاء ما لا طاقة لنا بتحمله، ولا يمكن وقف ما يفعلانه من مؤامرات على الأمن القومي العربي دون تدابير عربية مشتركة، تقف في وجه العاصفة الهوجاء، وتشعر المواطن العربي بقدر من الطمأنينة. وأكد الكاتب أن برنامج زيارة الملك سلمان إلى القاهرة لمدة خمسة أيام يوفر الأرضية والمناخ اللازمين لإطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين بلدين يقفان على أرضية صلبة في مواجهة قوى الإرهاب التي تريد الفتك بهما ولكنهما أثبتا في الأعوام الخمسة الماضية قدرة على الوقوف في وجه الخطر حتى لو في ذروته، فلا يمكن أن ننسى موقف السعودية قيادة وشعباً من ثورة 30 يونيو وموقف المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز من دعم الشعب المصري في دحر جماعة الإخوان وتقديم المساندة السياسية المطلوبة عالمياً في توقيت كانت دول أخرى، بعضها شقيقة للأسف، تدبر المؤامرات وتدفع لشركات علاقات عامة في العواصم الغربية من أجل نسف ثورة 30 يونيو وتشويه واحدة من أعظم الانتفاضات الشعبية في التاريخ الحديث والتي كتبت تاريخاً جديداً للمنطقة بعد أن كادت قوى الظلام تبسط سحابة داكنة فوق سمائها. واستكمالاً لمسيرة الراحل الكبير، يواصل الملك سلمان دعم بلاده لمصر على مستويات عدة وسبق أن أعلن في ديسمبر الماضي عن مساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثارات السعودية بمصر لتصل إلى ما يعادل 8 مليارات دولار.
ومن جانبه، أكد الكاتب محمد بركات في عموده «بدون تردد» بصحيفة الأخبار أنه لا حاجة بنا للقول اليوم بأن للمملكة العربية السعودية مكاناً متميزاً ومكانة رفيعة القدر في قلوب ونفوس كل المصريين،...، فتلك حقيقة ثابتة على مر التاريخ والأزمنة، لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأوقات واختلاف الأيام والأحوال، وأوضح أن هذه ثوابت لابد أن تكون ماثلة أمام أعيننا بصفة دائمة، ولابد أن نكون على قدر كبير من الإدراك لأهميتها وضرورة استمرارها ورعايتها في كل الأحوال وكل الظروف، وألا نسمح لأحد مهما كان بالمساس بها أو التأثير فيها والنيل منها ولفت الكاتب إلى خصوصية اللحظة والتوقيت الذي تأتي فيه زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والمحادثات المهمة بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك نظراً لما تمر به المنطقة العربية والشرق أوسطية الآن من أوضاع قلقة وظروف طارئة وحالة غير مستقرة.. وأجواء ملبدة بالغيوم، ومليئة بالاحتمالات الداعية للقلق والمستوجبة للحذر ووحدة الصف والهدف، وأكد أن مصر والمملكة هما ركيزة الأمن القومي العربي، ودرع الحماية والأمان له وحصن الدفاع الصلب عن الأمة العربية كلها، في مواجهة الأخطار التي تهددها والأعداء المتربصين بها من كل جانب،...، وهذا يفرض علينا أن نكون قلباً واحداً ويداً واحدة وهدفاً واحداً.
وبدوره، لفت الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية إلى وجود العديد من أوجه التشابه ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز.. فكلاهما يتميز بالحكمة في القيادة ودراسة القرارات وآثارها قبل إصدارها.. وبعد إجراء عملية تقدير موقف لكل الاحتمالات وذلك لأنهما توليا منصب وزير الدفاع وقيادة المؤسسة العسكرية في البلدين وكل شيء عندها بحساب، وقال إن كلاً من الرئيس والملك يعرف قدر الدولة التي يمثلها ومكانتها إقليمياً ودولياً.. وتحملا المسئولية في أصعب فترات تمر على العرب.. وفي لحظة تاريخية يتم فيها إعادة تشكيل النظام الدولي.. وتواجه الأمة العربية بتحديات تهدد كيانها.. لذلك كان الاتفاق من أول لقاء بينهما في الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السيسي للرياض بعد تولي الملك سلمان في مارس 2015 على ضرورة التنسيق والتشاور المستمر، وأشار إلى تحلي الزعيمين بالحرص على مصلحة الشعبين وبذل أقصى الجهد لتنمية الدولتين.. ولا يدخران وقتاً ولا عرقاً في سبيل العمل بكل إخلاص لرفعة شأن الدول العربية في المحافل الدولية حيث أصبحا المتحدث الرسمي والمدافع الحقيقي عن الأمة التي تعصف بها الأزمات. وأضاف الكاتب أنه تم إطلاق أوصاف عديدة على قمة الرئيس السيسي مع أخيه الملك سلمان.. فهي قمة الوعي العربي.. ومواجهة التحديات.. والتعاون والتكامل.. ورغم أن كل الأوصاف تنطبق عليها.. لأنها جميعها تعبر عن تطلعات الشعوب العربية.. إلا أن الأكيد أن مصر والسعودية هما ركيزة الاستقرار في المنطقة وكلما تجدد اللقاء بين الزعيمين نشعر بالاطمئنان وقرب حلول السلام.