نستمتع كثيراً حينما نقرأ للمختصين في ميدان الإعلام وأصحاب الخبرة والتجربة في عالم الصحافة، أقول ذلك وقد قرأت للكاتبة القديرة ناهد باشطح مقالاً في زاويتها (مسئولية) تحت عنوان (الشفافية كمبدأ في إعلام الأزمات) في عدد الجزيرة يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437هـ، وكانت الكاتبة قد كتبت في نفس الزاوية مقالاً تحت عنوان (ماذا لو) يوم الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437هـ تحدثت عن مهنة الصحافة والمصداقية ووسائل التواصل وحماية الصحفي، وغير ذلك من الأمور التي تصب في الشأن الصحفي والإعلامي، وكان جميلاً أن يكتب المهنيون وأصحاب التجربة والممارسة في هذا الميدان لتوضيح الصورة الحقيقية لمهنة الصحافة والإعلام، بعد أن عجّ الميدان بأقلام لا تفقه في مهنة الصحافة ولا تدري عن دور الإعلام شيئاً وتكاثرت الوسائل والمواقع التي أصبحت هدفاً لأصحاب الأقلام المهترئة والضعيفة والتي تظن نفسها أنها أقلام ناجحة ومجربة، بينما واقعها للفشل أقرب وتجربتها متدنية جدا، إننا أمام واقع أليم جدا تعيشه تلك المواقع والمنتديات والبعض من الصحف الإلكترونية الفاشلة التي يجب على وزارة الثقافة والإعلام متابعتها ومتابعة نتاجها السيئ وإيقافها فورا، لقد أصبحت تلك المنتديات والصحف والكثير من وسائل التواصل ميداناً رحباً لبث الشائعات، واستغلها ضعاف النفوس لبث أخبار غير صحيحة ووجدها السذج والبسطاء فرصة لمتابعتها مصدقين ما تتناقله تلك الوسائل من أخبار ملفقة وشائعات لا تمت للواقع بصلة، إن الصحافة رسالة وأمانة ومصداقية ونزاهة والتزام وحيادية وليست هدراً لمصالح الأمة والمجتمع. إنني وغيري من الناس نتطلع أن تصحو وسائل الإعلام بمختلف مرافقها، وأن تضع الأسس الصحيحة والمعايير الحسنة لاختيار الصحفيين والمراسلين القادرين على أداء الرسالة الحقيقية للعمل الصحفي بكل أمانة واحترافية، بعيدا عن العشوائية والتخبط في دروب العمل الصحفي، كما أنني أقترح إقامة الدورات الصحفية للمبتدئين والشباب الراغبين في دخول الميدان الصحفي على مستوى مدن المملكة ومحافظاتها، بمعني أن توضع منافسة بين المدن والمحافظات، وتخصص لها الجوائز لمن يسعى لتفعيل الدورات الصحفية وتنشيط العملية المعرفية في ميدان الصحافة والإعلام، فنحن أمام طفرة إعلامية ويلزمنا مجاراتها بالدورات التي توضح حقائق العمل الصحفي والله الموفق.
د. سليمان بن على الكاتب - مركز الاستشارات الأُسرية في عنيزة