حدثني والدي المرحوم سعد بن جارد (أمير مركز إمارة شعبة نصاب) -رحمه الله- هذه القصة والقصيدة، ووالدي من عاصر هذه الحقبة الزمنية ورجالها المخلصين الأوفياء الذين شاركوا في المهام الرسمية في توحيد البلاد الغالية بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- قائلاً: إن الشاعر محمد بن دخيل الله الأزيمع المطيري -رحمه الله- مرضت زوجته بنت ابن رقاد القويعي وقد كانت من النساء الطيبات المخلصات النادرات بخدمة زوجها، ولمعرفته بطيبها وإخلاصها وبأنه بفقدها لا يجد مثيلها وهو في مهمة عمل خارج حائل وهو من رجال الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود (أمير حائل) -طيب الله ثراه-، وبرفقته (رفيق دربه) علي بن عبدالله الخنين، وقد توفيت زوجة الأزيمع وهو لا يعلم بذلك وعندما أتاهم (عبدالعزيز بن مرشود) في مهمة بالشمال أخبره بوفاة زوجته وأن أمير حائل طلبه بالرجوع فوراً لحائل.
الجدير بالذكر أن عبدالعزيز بن مرشود -رحمه الله- من رجال الدولة المخلصين الأوفياء الذي أسند له كثير من المهام وتولى عدة مناصب -آنذاك- منها (أمير لوقه - أمير نصاب - أمير أم رضمه) وغيرها.
فقال الأزيمع هذه القصيدة حزناً على خبر وفاة زوجته المخلصة ويسند بالأبيات لعلي الخنين.
شان كيفي يا (علي) وانسمح بالي
يوم ابن مرشود جاب الخبر ليّه
ما وطى الأول طريقه على التالي
مير راع الولف عينه شقاويه
آه واويلاه من فجعة الغالي
كيف أبدل بالنزك ثوب شاميه
عيني اللي ماتبي كثر الأزوالي
لو يعرّض قدمها كل نشميه
يا عويد الموز بالمشخص الغالي
يا عيون اللي على الكف مدعيّه
فرقكن يالبيض رجلي وخيّالي
مثل فرق صرف نيره وروبيه
من غذاله مهره قيل خيّالي
بنت كديش ولا عراقيه
ما يخيّل باللقا كود مشوالي
بنت كروش ولا صويتيه
واوجودي وجد من ورد الاجلالي
قربته في واهج القيض مطويّه
وارد الشيرم ومنه العرب خالي
ضاق صدره يوم وايق على الطيّه
وعندما سمع الأمير عبدالعزيز بن مساعد (أمير حائل) بهذه الأبيات وهذه القصة طلب باستدعاء الأزيمع وقال له (أطلب ما تريد من أمور الدنيا فهي لك) جبراً لخاطره وتقديراً لرجل من رجاله المخلصين وموقف كرم ووفاء من الأمير ابن مساعد رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ولرجاله المخلصين الأوفياء الذين عاهدوا وصدقوا بذلك ولجميع أموات المسلمين.
خالد بن سعد بن جارد الجارد العنزي - مركز شعبة نصاب - منطقة الحدود الشمالية