كتابة وتصوير - أحمد المغلوث:
تصدمنا يومياً أخبار حوادث السيارات المميتة والتي تقع في مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة المختلفة.
وعلى الرغم من اهتمام إدارات المرور في مدننا بالتوعية بأهمية التقيد بأنظمة المرور واتباع وسائل السلامة والمحافظة على الالتزام بتعليماتها إلا أن هناك حوادث كثيرة تقع بسبب عوامل أخرى ليس لها علاقة كبيرة بالسائق إلا من خلال عدم التركيز أثناء القيادة، ومن هذه الحوادث ما تسببه «الجمال السائبة» التي تسير الهوينى على الطرق الدولية في المملكة. والمحرر نفسه كاد أن يقع ضحية لهذه الجمال في اكثر من سفرة له عبر هذه الطرق.. وجميعنا يعرف حجم المآسي التي خلفتها حوادث الجمال في مجتمعنا السعودي فحوادث الجمال السائبة والتي تجاوز عدد الاصطدام بها الـ 400 حالة وفاة سنوياً كما جاء في تقرير لأحد البرامج التلفزيونية قبل شهور.
وأكد التقرير ما نسبته 2.5% من إجمالي حوادث السيارات المميتة كان وراءها وللأسف جمال سائبة.
والأسئلة التي تقفز في البرنامج، بل وتتردد دائماً وأبداً على ألسنة المواطنين والمقيمين وحتى كتاب الرأي في هذه الصحيفة وغيرها: من هي الجهة المسؤولة عن حدوث ذلك؟.. من يتحمل تبعات ما حدث من وفيات؟.. وكيف تتم عملية تعويض الضحايا وأسرهم؟!.. وماذا بعد؟!.. لماذا لا يؤخذ على أصحاب الجمال -كائنا من كان- بأن يلتزموا هم ورعاة الجمال بتعليمات المرور بعدم تجاوز جمالهم حدود الطرق الدولية.
وفي حالة الاضطرار لعبورها للانتقال لمراعٍ أخرى تبلغ الدوريات عبر تزويد الرعاة بأجهزة اتصال؛ لتقوم بالإشراف على عبورها واختيار الوقت المناسب لذلك.. والعملية لا تكلف شيئاً ولا نتصور أن ملاك الجمال لا يحبذون المشاركة في المحافظة على أرواح أبناء وطنهم، فمهما كسبوا من أموال من الجمال، فلا تساوي هذه الأموال شيئاً أمام خسارة أرواح مواطنين ومقيمين أبرياء وقعوا ضحية تقصير وإهمال كبيرين منهم.
ولا يمكن ان نتناسى أيضاً ما يخسره الوطن سنوياً من ضحايا نتيجة لحوادث الجمال السائبة، فكم أسرة فقدت وليها أو أحد أبنائها، بل وهناك من فقد أكثر من ذلك، بيوتنا تزخر بالأرامل والأيتام والمعاقين الذين حملوا هذه الأسماء نتيجة طبيعية وحتمية لحوادث «الجمال السائبة» ومسلسلها الدموي والمميت الذي ما زلنا نشاهده في طرقنا.
أليس كذلك..؟!