استضافت اثنينية حمود الذييب الأسبوع الماضي الدكتور محمد بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، والذي حظي مؤخراً بالثقة الملكية بالتمديد له رئيساً لمؤسسة البريد السعودي للمرة الرابعة على التوالي.
في البداية استمع الحضور إلى مقدمة حول البريد السعودي وما يقدمه للشعب من خدمات متعددة يستفيد منها أفراد المجتمع على مستويات التواصل المختلفة. كما ناقشت المقدمة واقع البريد السعودي الحالي وما ينتظره المواطن السعودي من هذه المؤسسة وما المتوقع منها خلال الفترة القادمة من حيث استحداث الخدمات أو تحسين الخدمات الموجودة حالياً.
بعد ذلك استهل الدكتور بنتن حديثه عن مؤسسة البريد السعودي والتطورات والتغييرات الجذرية التي حدثت خلال السنوات العشرة الماضية، مؤكداً أن ما يشهده البريد في الفترة الحالية طفرة سواء على مستوى الخدمات أو على مستوى التجهيزات اللوجيستية، مثل عملية العنونة البريدية لكل المنازل الموجودة في أي من مناطق المملكة. أما عن تطلعاته للمستقبل فيرى الدكتور بنتن أن البريد يزداد أهمية بمرور الوقت لاسيما مع اتساع حركة التجارة الإلكترونية، وما تتطلبه من حركة نقل وتسليم البضائع للأفراد أو حتى للشركات العاملة في الدولة. وقال: «لقد استحدثنا خدمة ناقل لتوصيل الخدمات عبر المملكة، وهو مشروع ناجح بدأت تظهر نتائجه بشكل ملحوظ وأثره على قطاعات الشركات المعنية بنقل البضائع وتوصيلها، فازدادت الحركة التجارية سواء على مستوى الأغذية أو المحلات التجارية التي تبيع الملابس، وبالتالي أصبحت هناك فرصة لزيادة المولات التجارية، حيث أصبح من السهولة نقل البضائع من المستودعات إلى مراكز البيع بشكل أسهل وأسرع من قبل». كما انتقل بنتن إلى الحديث عن عملية العنونة للمنازل والتي اعتمد عليها موقع جوجل للخرائط في تحديد الاتجاهات والعناوين، مؤكداً أن مثل هذه الخدمات قفزت بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال.
وكان للدكتور راشد أبا الخيل مداخلة تعليقاً على حديث الدكتور بنتن جاء فيها أن الكثير من أفراد المجتمع لا يعرفون أياً من هذه الخدمات، محملاً ذلك لمؤسسة البريد لعدم تواصلها السليم وسعيها لتعريف الأفراد بهذه الخدمات التي تعد ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها. كما أكد أحد الحاضرين أن التواصل الحاصل مع الجمهور يأتي بمنطق الإجبار والفرض وليس التعريف الذي يعد ضرورياً عند الكشف عن خدمة جديدة. وضرب مثلاً على ذلك بفكرة الصناديق التي ظهرت على جدران المنازل فجأة دون أن يتم التعريف بها أو حث الناس على التعامل معها مما عرضها للتلف والتخريب حتى من قبل أن يبدأ البريد في تقديم الخدمة.
وفي رد على المداخلات قال الدكتور بنتن: «بالنسبة للتعريف بالخدمات أود أن أقول إننا نسعى دائماً لإقامة هذا التواصل مع الجمهور، إلا إن المشكلة الأكبر هي الصورة الذهنية الموجودة لدى المواطن، حيث لا يزال يتذكر الطريقة التي تلقى بها الخدمة منذ عشر سنوات دون النظر إلى الخدمات الجديدة التي أصبحت متاحة وأصبح المواطن يحصل عليها بالفعل، مثل تسلم الوثائق الرسمية التي تصله من الجهات الحكومية عبر البريد».
واختتمت الأمسية بالتوصل إلى نقطة مهمة وهي أنه رغم الجهد الكبير المبذول إلا أن التعريف به من أهم الضروريات لترى هذه الخدمات النور، لكي لا يغرد المواطن في سرب وتغرد المؤسسة البريدية في سرب آخر دون التقاء.