سعد السعود
في الحياة بشكل عام كم من الأمور التي لا تحتاج للكثير من الوقت أو حتى الجهد لتجاوزها، ومع هذا نقضي عمراً طويلاً ونحن نلت ونعجن فيها.. والوسط الرياضي ليس بمنأى عن هذا .. فالكثير من الأمور التي تشتعل جذوتها وُلدت في الغالب من مستصغر الشرر .. بل إننا نسهم أحياناً بدراية أو بدونها إلى المزيد من اشتعالها .. رغم أن الأمر لا يستدعي كل هذا الضجيج .. بل إننا وببساطة قادرون على إخماد كل ذلك .. لكن للأسف نسي أو تناسى الكثير منّا واجباته .. وهي التي لو اضطلع بها كل واحد منّا لما عانينا ما نعانيه من تعصُّب وتجاوز ودونية في الطرح .. وتسابق على الشتم والجرح .. ولأنّ الأمر كما أراه بسيط جداً فهو لا يتجاوز معادلة : 1 + 1 = 2 .. فكم من الأمور لو تلاقى بهدوء طرفاها المتضادان في منتصف الطريق لوصلنا لنتيجة تنهي ضجيجها وترضي الطرفين.. فقط كل ما نحتاجه أن نضع أيدينا ببعض لنخرج من هذا المستنقع .. ولكي تعود الأمور إلى نصابها رياضياً فعلى كل جهة القيام بمهامها بكل مهنية :
( 1 ) إلى مسئولي المنتخب :
- ببساطة اختر الأكفأ للمنتخب .. سيصفق لك الجميع ولن تجد أي معترض أو مُنتحب.
- ببساطة كلف المدرب بمتابعة البطولات.. وستختفي نغمة التشكيك ومعزوفة المحسوبيات.
- ببساطة اجعل المنتخب حقاً مشاعاً للمتألق .. حتى لا يكون حكراً على خمسة فرق.
( 2 ) إلى رؤساء الأندية :
- ببساطة أدر ناديك أو مؤسستك بشفافية .. ولن يحاسبك أحد على أمور مخفية .
- ببساطة تعامل مع اللاعبين المحليين كالأجانب .. ولن تغرق في مستنقع تأخر الرواتب.
- ببساطة تعاقد مع اللاعبين الناجحين بالتجارب.. ولن تسقط عندئذ في فخ المقالب.
- ببساطة لا تمد قدميك أكبر من لحافك .. حتى لا تفاجأ بالديون وقد أوصلتك لحتفك.
( 3 ) إلى الجمهور :
- ببساطة احترم المنافس في المدرج .. ولن تسمع منه عبارات بذيئة أو لفظاً مؤججاً .
- ببساطة شجع فريقك حتى وإنْ عانى الانكسار .. حتى لا يقال عنك مشجع فقط وقت الانتصار.
- ببساطة عش فرح فريقك بلا إساءة لمن خسر .. لتنال شرف تواضع المنتصر .
( 4 ) إلى الحكام ولجنتهم :
- ببساطة طبِّق القانون بلا حسابات .. ولن يُصافحك أحد بالشتائم والمقذوفات.
- ببساطة استخدم بعدل كروتك وبطاقاتك .. وستجد اللاعبين يمتثلون لإنذاراتك وتحذيراتك.
- ببساطة تعامل بعين لا ترى اختلاف الألوان .. وستجد أنك تقود المباراة إلى بر الأمان .
( 5 ) إلى لجنة الانضباط :
- ببساطة عامل الفرق بذات المسطرة .. وسترتضي الفرق قرارات الانضباط حتى لو كانت هي المتضررة.
- ببساطة عاقب الشخص المخطئ مهما كانت صفته وأوصافه.. وسيحترمك الوسط الرياضي بكل أطيافه .
- ببساطة أطلع المجتمع الرياضي على اللوائح وحيثيات القرارات.. وعندها سيختفي اللغط وتتلاشى المناحات.
( 6 ) إلى كل شخص مهما كانت صفته:
- ببساطة اكتب ما تعتقده حقيقة .. وستنعم برضا الذات حتى لو غضب كل الخليقة.
- ببساطة حاور بأدب في كل محفل .. وستجد أنك الكاسب بلا صوت مجلجل .
- ببساطة أعمر مواقع التواصل الاجتماعي بالفائدة .. حتى لا يكون ما تكتبه بضاعة كاسدة.
- ببساطة كن بأخلاقك سفيراً حسناً لمن رباك .. حتى ينعم بالدعاء والثناء من كل من سواك .
أخيراً :
أرأيتم .. كم هي الأمور بسيطة عندما نجعل الأرض خصبة لتقبُّل القرار .. فنؤدي واجباتنا بلا تحيُّز للأنصار .. ونفي بالتزاماتنا بأمانة وضمير.. ونتعامل بسواسية مع الكل لا فرق بين الأول والأخير .. عندها فعلاً تضحى الأمور أبسط بكثير مما نراها .. وأسهل بكثير مما نتوهّمها .. بعدما كنّا نحن من يعقّدها .. ويحمّلها فوق طاقتها .. والمفارقة أننا لو تمعّنا قليلاً لوجدنا أنّ الحل بسيط كما أشرت إليه في كل مجال من المجالات .. وليس هنالك استحالة لإيجاد حل مهما كانت الخلافات .. لكننا نغفل عنه .. إما جهلاً .. أو عناداً .. أو مناكفةً .. أو حتى لا يقال عن الواحد منّا : عاد عن أمر اتخذه .. أو اعتذر عن خطأ ارتكبه .. ما أجبنه!