لم يلتفت ">
كان ينظر إلى الأمام ومستقبل مجهول للأمة ، ربما لا يعرفه إلا من ابتكر ذلك التوقيع الكاريكاتوري الخالد في ذاكرة الصحافة العربية . لم يلتفت إلى أصوات الخوف و القهر ؛ حتى لرصاصة الموت التي استقرت في رأسه عام 1987م ؛ ليحيا في ذاكرة الشعر العربي من خلال (همزية) شقيق روحه التي كتبها على بحر الألم القاسي جاء مطلعها ألم عميق مغلف بالشكر :
شكرا على التّأبينِ والإطراء..
يا معْشرَ الخطباءِ والشّعراءِ..
شكراً على ما ضاع من أوقاتكم..
في غمرةِ التّدبيجِ والإطراء..
ويرى في موضع آخر بأن شقيق روحه قد نجا إلى السماء، وكأن الشكر في مطلع القصيدة موجه أيضا لربّ السماء على نجاة صاحبهِ من أرضِ الجبناء :
«ناجيّ العليّ» لقد نجوت بقدرةٍ..من عارنا
وعلوتَ للعلياءِ..اِصعدْ،فموطِنُك السماء،
وخلّنا..في الأرضِ إنّ الأرض للجبناءِ..
من خلال ذلك الصبي الذي لم يتجاوز العاشرة ،وثق القضية الفلسطينية وأصبحت صدى لتحولاتها و الأحداث التاريخية التي وقعت مذ أن ولد في الصحف التي رسم فيها ناجي العلي؛ لتصبح بعد سنوات أشبه بالوثائق التاريخية في الذاكرة التي يمكن الرجوع إليها.
ما أقسى الإمضاء عندما يكون «حنظـلة»..!
- حمد الدريهم