علي عبدالله المفضي
ليس أمتع لمن يعشق الأدب من مجالس تضم نخبة من الأدباء والشعراء والمفكرين والحفّاظ والجميل في أغلبها أن مرتاديها يتمتعون بالحس الأدبي وإن لم يكونوا أدباء بذاتهم، فالجميع على درجة عالية من تقدير المتحدث وإعطائه المجال دون مقاطعة أو أحاديث جانبية تفسد المتعة وتحجب الفائدة مع ما يتاح للحضور من مداخلات تثري الحديث وتزيده جمالاً.
والممتع أن أصحاب تلك المجالس لا تجد في مجالسهم ما يشغلك عن أحاديث المشاركين حتى إن الكثير من مرتاديها اعتادوا على إقفال هواتفهم احتراما للحديث والمتحدث، وقد وُفق كثير من أصحاب تلك المجالس بعدد من المتميزين ممن لديهم القدرة على الحديث المدهش والمثري الذي تتمنى معه لو أن المتحدث يسترسل لتزداد متعة وفائدة.
والجميل أيضا في مثل تلك الندوات أن عشاقها يخرجون في نهايتها وقد تخففوا من أعبائهم وانشغالاتهم المادية، وأعرف أن عدداً من عشاقها يتردد في الأسبوع الواحد على أكثر من ندوة، والمبهج حقاً كثرتها التي تجعل محبها في حيرة من أمره لأيها يذهب فمع أنها تتسم غالباً بالطابع الأدبي لا أن لكل منها مذاقاً خاصاً يختلف عن الأخرى.
وقفة للإمام علي رضي الله عنه:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته
بلا لسانٍ له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي