محمد أبا الخيل
يعد منصب أمير الرياض من المناصب الكبيرة والمهمَّة في الدولة السعودية منذ تأسيسها، أمير الرياض يتخذ مقره في قصر الحكم حيث انطلق بناء الدولة، ولهذا دلالة كبيرة حيث يمنحه سلطة ونفوذا، فله شأن خاص ودور كبير في كثير من الشؤون السياسية والاجتماعية التي تدور في العاصمة، وما يجسد أهمية هذا المنصب هو أن من تولاه من الأمراء كانوا على درجة عالية من الحصافة والحضور والنجابة، وقد رسّخ أهمية ودور هذا المنصب بصورة استثنائية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي كانت بصمته واضحة وجلية في تطوير وتحديث مدينة الرياض خصوصا ومنطقة الرياض عامة عندما كان أميرا للرياض، حيث استمرت ولايته لها (56) عاماً من الجهد والبناء والمحبة للعاصمة التي كان يرنو أن تكون زهرة المدن العربية.
أمير الرياض اليوم هو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر وهو رجل مخضرم سياسيا عاصر كل ملوك الدولة السعودية منذ عهد المؤسس، وتشرب الوعي السياسي من معينه ومنبعه، فتمرس بالعمل الحكومي منذ العام 1393هـ مديراً لقسم التنظيم الإداري بوزارة الدفاع، ثم انتقل بعدها لوزارة البرق والبريد والهاتف إلى أن بدأ الخدمة العامة في ثلاث مناطق من مناطق المملكة جعلته خبيراً بتركيبة المكونات السكانية وتقاليدهم وقريباً منهم في التواصل والتمثيل أمام الجهات العليا في الدولة، حيث تولى وكالة إمارة عسير ثم نائب أمير منطقة عسير أمضى فيها (14) عاماً ترك خلالها أثر محموداً بين أهلها لا يزال يحتل كثيراً من ذكرياتهم، ثم بعد ذلك تولى إمارة القصيم قرابة (16) عاماً تجلت فيها حنكته ومهارته السياسية، فعرف السعي لتنمية المنطقة اقتصادياً واجتماعيا وعرف عنه المتابعة الحثيثة لدى كل الجهات المؤثرة في تنمية المنطقة، وعلى الصعيد الاجتماعي كان له حضور مؤثر من خلال الزيارات الدورية لمدن وقرى المنطقة وتلمس حاجتها عن قرب لمتطلبات التنمية والنهضة المجتمعية. وللأمير فيصل عدد من المبادرات الاجتماعية تمثلت في برنامج الأمير فيصل بن بندر للتنمية المجتمعية وجائزته الخاصة بالعناية بحفظ القرآن، وكذلك جائزته للتمور والتي كان لها أثر بالغ في تنمية زراعة وتجارة وتصنيع التمور في المنطقة، مرات قليلة جمعتني بالأمير فيصل بن بندر، لذا أنا لا أتحدث عن انطباع شخصي فقط، بل هو نتيجة صدى السمعة الفريدة التي تترد عن الأمير في كل منتدى ومجلس بالقصيم.
ربما أن من حظ الرياض أن يكون أميرها في هذه المرحلة هو الأمير فيصل بن بندر، فهو رجل متابع ودؤوب ولديه شخصية مؤثرة في خلق التناغم في التنفيذ كعامل مشترك أعظم في كل نشاط يومي يرمي لمواجه التحديات التي تواجه المدينة وأهلها. والرياض اليوم تحتاج كثيرا من ذلك، فهي تنتظر بشغف اكتمال مشروع (قطار الرياض) واكتمال مشروع (مركز الملك عبد الله المالي) واكتمال (أعمال تصريف السيول) وحل أزمة المرور الخانقة، فالرياض اليوم ورشة عمل كبيرة جداً تحفر فيها الأنفاق وتشيد الجسور وتعج بالنشاطات الاقتصادية المختلفة، وكل فرد فيها يترقب بشائر أميرها التي يصرح بها بين الحين والاخر حول مسيرة إنجازات التنمية في العاصمة.
أرجو الله أن يوفق سمو الأمير فيصل في مهامه فلا شك أنها مهام جسام.