خادم الحرمين الشريفين يسلم الليلة الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الـ(38) ">
الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مساء اليوم الأربعاء حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها هذا العام..
حيث فاز بجائزة خدمة الإسلام معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، فيما فاز بفرع الجائزة في الدراسات الإسلامية الدكتور عبد الله بن يوسف الغنيم، وفي فرع اللغة العربية والأدب بالمشاركة الدكتور محمد عبد المطلب والدكتور محمد مفتاح، وفي فرع الطب بالمشاركة الدكتور هان جريت برونر والدكتور يورس فلتمان، وفي العلوم بالمشاركة الدكتور فامسي كريشنا موثا والدكتور ستيفن جاكسون.
وقد نوَّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة الجائزة بهذه الرعاية وخدمة المملكة لجميع المسلمين في العالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله.
وقال سموه في كلمة له أثناء إعلان أسماء الفائزين إن هذه الجائزة في عامها الثامن والثلاثين، حيث شقت طريقها بين جوائز العالم لتحتل مكانة مرموقة بين الجوائز العالمية، وأكثر ما تفخر به هذه الجائزة هو تميزها بالحيادية.
حيث تم منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء أمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، وذلك لدوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يمثل المرجعية الفقهية للأمة في القضايا الحادثة والمستجدة، حيث بذل معاليه جهداً متميزاً في أدائه بحكمة عالية، ورؤية علمية عميقة، تجمع بين الرأي الفقهي المؤصل، واستيعاب متغيرات العصر الحاضر، وقدرة على التأثير الإيجابي في تناول القضايا الفقهية المعاصرة، وتمتعه بشخصية علمية شرعية وطرح فكري رصين، وعدالة ووسطية، هيأته لأن يكون من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية التي تخدم الدين الإسلامي، بالإضافة إلى جهوده التعليمية والدعوية التي تمثَّلت في إلقاء مئات الدروس والمحاضرات والندوات العلمية الرصينة في المراكز العلمية والثقافية، واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية من خلال التدريس والإفتاء، ومئات الخطب التي ما يزال يلقيها في المسجد الحرام، والتي تُعدُّ نقلة نوعية مميَّزة في موضوعاتها، وتأليفه للعديد من الكتب الإسلامية التي تبرز سماحة الإسلام وقيمه وتاريخه.
كما قررت منح الجائزة هذا العام 1437هـ (2016م) وموضوعها: (التراث الجغرافي عند المسلمين) لمعالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن يوسف الغنيم (الكويتي الجنسية)، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، وقد مُنِحت الجائزة للأستاذ الدكتور عبد الله الغنيم على مجموعة أعماله في الجغرافيا عند المسلمين تأليفاً وتحقيقاً؛ لتميزه في إحياء مصطلحات عربية قديمة لأشكال سطح الأرض، وإعادة توظيفها في الجغرافية المعاصرة كما في كتاب «اللؤلؤ»، وكتاب «في التراث الجغرافي العربي»، ورصده التاريخي غير المسبوق للزلازل كما في كتابه «سجل الزلازل العربي» كما أن لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب وموضوعها (الجهود التي بُذلت في تحليل النص الشعري العربي) بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب (المصري الجنسية)، والأستاذ الدكتور محمد مفتاح (المغربي الجنسية)، وقد منحت اللجنة الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب الجائزة تقديراً لإنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية؛ إِذْ درس النصوص بكفاءة واقتدار موائماً بين معرفة عميقة بالتراث والنظريات الأدبية الحديثة، كما تم منح الأستاذ الدكتور محمد مفتاح فقد منحته اللجنة الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في هذا المجال؛ حيث وظف معارفه العلمية الحديثة في تحليل النصوص الشعرية بعمق وأصالة مع قدرة فذة في الوصف والتحليل ووعي بقيمة التراث وانفتاح على الثقافة الإِنسانية.
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة هذا العام 1437هـ (2016م) وموضوعها (التطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات) بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور هان جريت برونر (الهولندي الجنسية) أستاذ الوراثة الطبية ورئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميغان، ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخت، والأستاذ الدكتور يورس فلتمان (الهولندي الجنسية)، وأستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميغان الطبي لجامعة راتبوات، والمركز الطبي لجامعة ماسترخت.
وقد تم اختيار الأستاذ الدكتور برونر والأستاذ الدكتور يورس فلتمان لنيل الجائزة لهذا العام، حيث تميزا بدورهما في الارتقاء بالتطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات إلى التشخيص الإكلينيكي، حيث إنهما طورا طرقاً عملية لتحليل عينات للمرضى المشتبه أن لديهم أمراضاً وراثية. وقد حفز ذلك إلى إدخال هذه التقنيات إلى العيادة الطبية، وكونوا فريقاً بدأ بتعاون دولي في أبحاث الجينات وتشخيصها، ونشروا بحوثهم في مجلات علمية متميزة عالمياً وحصلوا على اعتراف من زملائهم في التخصص بكونهم علماء مبتكرين، كما أن اللجنة قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وموضوعها في هذا العام «علم الحياة» (البيولوجيا) إلى الأستاذ الدكتور فامسي كريشنا موثا (الولايات المتحدة)، أستاذ النظام البيولوجي بكلية هارفارد الطبية والأستاذ الدكتور ستيفن فيليب جاكسون (المملكة المتحدة) أستاذ ورئيس معامل أبحاث الأورام بمعهد جوردن.
وكان الأستاذ الدكتور فاسمي موثا قد قام باستخدام الميتاكوندريون (المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية) كنموذج جديد يربط بين الجينومكس والبروتيومكس والاستقلاب وعلم الحاسوب الحيوي، وباستخدام هذه الإستراتيجية التكاملية استطاع الدكتور موثا أن يتعرف على حلقة الوصل بين الاختلال الوظيفي في الميتاكوندريون على مستوى الجزيئات والأمراض المستعصية، مثل مرض السكري، ويُعدُّ ذلك إسهاماً في إيجاد تطبيقات جديدة في التشخيص والعلاج.
أما الأستاذ الدكتور ستيفن جاكسون فقد فاز بالجائزة لإسهاماته المتميزة في التعرف على الصلة بين آليات اضطراب الجينوم وعلاقة ذلك بمرض السرطان، وبصفة خاصة استطاع أن يكتشف العوامل الجزيئية لإصلاح الحمض النووي. كما يرجع الفضل إلى الدكتور جاكسون في ابتكار أسلوب جديد لتحويل نتائج أبحاثه إلى أدوات لمعالجة السرطان.
تجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد الذين نالوا شرف الحصول على هذه الجائزة العالمية منذ انطلاقاتها وحتى الآن أكثر من 245 فارساً يمثلون 43 دولة عربية وإسلامية وأوروبية وعالمية.