سعد بن عبدالقادر القويعي
إن تحجيم إيران إلى داخل حدودها، وقصقصة أجنحتها الثورية الخارجية، لن يكون إلا من خلال إصلاح الخلل الفارسي، وذلك عن طريق تصعيد الأمر لدى المنظمات الدولية كمجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية ضد إيران، وتدخلاتها في الأمن القومي الخليجي ومحاولاتها زعزعة الأمن وتدخلها على مستوى الأمن القومي العربي على مستوى أمن العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
السياسة الإيرانية استندت - في الأساس - إلى ما ورد في مقدمة الدستور الإيراني، ووصية الخميني، التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية، وهو مبدأ تصدير الثورة في انتهاك سافر لسيادة الدول، وتدخل في شئونها الداخلية، تحت مسمى « نصرة الشعوب المستضعفة، والمغلوبة على أمرها «لتقوم بتجنيد الميليشيات في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، ودعمها المستمر للإرهاب من خلال توفير ملاذات آمنة له على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، بل والضلوع في التفجيرات الإرهابية، التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات.
خطأ الحسابات الذي وقعت فيه طهران لن يستمر طويلاً، وبحسابات بسيطة فإن القرار الأخير لدول مجلس التعاون الخليجي الصادر بشأن حزب الله، يمثل خطوة استراتيجية حاسمة لضرب منابع الإرهاب الإيراني - أينما كان -، وإعادة إيران إلى حجمها الفعلي، والحقيقي، وعزلها دبلوماسيا، وسياسيا؛ بسبب ما ارتكبته من حماقات. إذ من الصعب على إيران - من الآن فصاعداً - أن تبقى طليقة اليد، فيما الرد على تدخلاتها يأخذ شكلاً حثيثاً من التكتل الخليجي الموحد.
إيران هي قاسم مشترك في كل الملفات، والأزمات العالقة في المنطقة، - وبالتالي - فإن من شأن تلك السياسة تضييق تحالفات إيران الإقليمية، - خصوصا - بعد تفجر الأوضاع في العراق، وسوريا، ولبنان، وخسارتها الإطلالة الاستراتيجية على البحر الأحمر، والتأثير فى دورها في دعم الحوثيين في اليمن، كل ذلك بسبب غبائها، والذي ساقها نحو هذه العزلة الخليجية، والعربية، والإقليمية؛ فأوصياء الحكم الخميني لن يفكروا في القيام بتنازلات جدية، ومراجعات حقيقية إلا عندما يراودهم الشعور، بأنهم محاصرون من كل جهة.
بقي القول: إن القوة الخليجية بقيادة السعودية حجمت تَنامي الإرهاب الإقليمي الإيراني، الذي جلب مآسي للمنطقة، وسيأتي أكله مع مرور الوقت، كونه السبيل الوحيد ؛ للحد من تصاعد النفوذ الإيراني، والقضاء على مأزق الطموحات الإمبراطورية، بعد أن استخدمت إيران ورقة الطائفية، والمذهبية، وقودا لكسر روح المصالحة بين الدول العربية في المنطقة، - إضافة - إلى إنهاء الحروب الأهلية المتعددة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، بعد أن ترضخ إيران للمفاوضات الإقليمية مع القوى العربية، والعمل على تحجيم دورها في حروب الوكالة في البلدان العربية.