عبد الكريم الجاسر
نعم هذا هو حال الكرة السعودية على الصعيد الخارجي والتمثيل الدولي.. أندية خاسرة وتحتل مراتب متأخرة في مجموعتها الآسيوية وأعني هنا الأهلي والاتحاد اللذين يقعان في ذيل ترتيب مجموعتيهما الآسيوية وتعادل أندية بالخسارة بالنسبة للهلال والنصر أمام الجزيرة الإماراتي ولخويا القطري.. فالكرة السعودية في هذه الفترة باتت في حال يرثى لها، ولم تعد قادرة حتى على الفوز على فرق متواضعة أو (كانت) متواضعة من فرق دول الجوار ولعل خسارة الاتحاد أمام النصر الإماراتي تأتي في هذا الإطار الذي يعكس الفارق الفني بين الفريقين في وقت كانت مثل هذه الفرق تحلم بالتعادل مع العميد وأمام جماهيره الغفيرة.
هذا الوضع الفني المخيف للأندية السعودية الكبيرة هو التفسير الحقيقي لضعف الدوري وعدم وجود منافسة جادة على صداته وقدرة فرق الوسط المتكررة بإعاقة وتعطيل الفرق الكبيرة، بعد أن هبط مستواها كثيراً وباتت في متناول فرق الوسط وغير قادرة على المنافسة خليجياً.
ولعل الملاحظ أننا عاماً بعد عام نزداد تراجعاً في المستوى والنتائج والعمل الاحترافي ما يعني أننا لم نضع أقدامنا حتى الآن على الطريق الصحيح.. وأن كل الجهود التي نبذلها هي محاولات ترقيع ودوران في حلقة مفرغة.. لن نصل من خلالها لأي نتيجة ما لم تطبق الخصخصة بأسرع وقت وتحويل القطاع الرياضي عموماً إلى منظومة عمل احترافية مماثلة كما هو موجود في دول العالم المتقدمة وتعديل الأنظمة الرياضية لدينا بما يكفل تطوير الكرة السعودية بأسرع وقت وأقرب فرصة لأن كل تأطير يحقق نتائج مضاعفة في استمرار الابتعاد عن الركب ومجاراة الدول الأخرى على الأقل تلك التي كنا في يوم ما نسبقها بمراحل.. هذا على صعيد الأندية.. أما ما يحدث في المنتخب السعودي وتحديداً في المعسكر الحالي فإنه يعكس مدى الفوضى التي يدير بها هذا الاتحاد الكرة السعودية بحيث سمح للمدرب المسؤول عن المنتخب بالعمل من خلال المراسلة (!!) بحيث لا يحضر سوى للمعسكرات ولا يتابع المباريات ولا يحضر المنافسات ولا يدري عن مستويات اللاعبين قبل المعسكر فهو قد أوكل المهمة لمساعديه واكتفى بالعمل محللاً للدوري الهولندي في إحدى القنوات في بلاده.
فهل يعقل أن نشاهد مثل هذه الاستبعادات والتغييرات في المجموعة المختارة وظهر بعض اللاعبين وفقاً للاحتجاجات الإعلامية..؟! فكيف يعمل السيد مارفيك مستويات لاعبيه خلال الفترة الحالية وهو لم يشاهد أي لقاء محلي خلال الفترة القريبة الماضية.. وعلى أي أساس اختار لاعبين ثم استبعدهم لأسباب واهية سببها إدارته وطريقة عمله.. فالمعلوم أن المدرب المحترف هو المسؤول عن كل شؤون اللاعبين وهو من يوجه العمل ويضع اللوائح والأنظمة وهو هنا لم يفعل ذلك ولم يحصل على إدارة قادرة على السيطرة على اللاعبين والتواصل معهم وتطبيق الأنظمة بحقهم.
فبعد ما حدث بعد مباراة ماليزيا وخروج الثلاثي الشهير وعقوبة الاتحاد الضعيفة التي لم تصمد حتى المعسكر اللاحق ها هي الأخبار تتوالى يومياً من المعسكر بإبعاد هذا وضم ذاك، وهكذا فوضى عارمة من المدرب وإدارته وقبل ذلك اتحاده الضعيف.. فهل من مثل هؤلاء ينتظر الإنجاز؟!
لمسات
- ضعف اتحاد الكرة وصل لإدارة المنتخب التي شهد المعسكر الحالي في عهدها أكبر عملية تسيب شهدها الأخضر في تاريخه.. الغريب أنه لا يوجد أي نية لتعديل الأوضاع ومحاولة البحث عن العلاج بعيداً عن اللاعبين وألوان أنديتهم.
- تقليص عدد فرق الدوري بات ضرورة ملحة لمنح المساحة الزمنية الكافية للفرق للتدريب والتنافس القوي مع فرق أقوى وأقل عدداً بعد هبوط مستوى معظم الفرق وتراجع مستوى النجوم جراء ضعف المنافسات.
- نتائج كأس خادم الحرمين الشريفين وتوالي خروج الفرق التي يمكن تسميتها بالكبار يعني أنه لم يعد لدينا كرة قدم وشخصياً سأستمتع بالمباريات الأوروبية وأكتفي بنتائج دورينا!