عبد الكريم الجاسر
مواجهة جديدة تجمع الهلال بمنافسه النصر الخميس المقبل.. وهي المواجهة الثالثة التي تجمع الفريقين بعد (الجحفلة) الشهيرة في نهائي كأس الملك الموسم الماضي التي أطاحت بالنصر منذ ذلك الوقت حتى وضعته في المركز الثامن اليوم في حين الهلال يتصدر الدوري السعودي منذ عدة جولات..
لقاءات الهلال بالنصر والأخيرة شهدت تفوقاً هلالياً صريحاً لم يستطع خلاله الأصفر أن يرد ويثبت تواجده كفريق بات اليوم يحمل لقب بطل الدوري في الموسمين الماضيين بل إن تدهوره بهذا الشكل جعله غير قادر حتى على الحفاظ على هيبة البطل التي فقدها ولم تعد تعني شيئاً للفريق ولم تضف له جديداً، فاليوم النصر البطل هو نفسه ما قبل البطل إن لم يكن أسوأ، والفريق مرشح لمزيد من النزف في قادم المنافسات وإن لم ينجح في الفوز على الهلال وهي الوصفة الوحيدة القادرة على انتشال الفريق من وضعه الحالي، فربما يتدهور أكثر وأكثر.. وبالمقابل فإن الهلال أمامه مهمة صعبة وهي تحقيق لقب بطولة الدوري التي لم يعتد الزعماء الغياب عنها لأربعة مواسم أو أكثر في حال الفشل هذا الموسم.
والغريب حقاً ان الهلاليين أصبحوا يتعاملون مع فريقهم وإنجازاته وبطولاته وانتصاراته حسب رأي الآخرين بها.. وتوجيههم وتقديرهم لأهميتها من عدمه.. فبالأمس كان الهلال يحقق بطولة الدوري بسهولة ويتجاوب أنصاره مع التقليل منها من قبل الآخرين فلا يرونها شيئاً بل إن هناك من قال صراحة وحسب ما كان يتردد آنذاك لا نريد الدوري نريد الآسيوية.. وذلك كرد فعل على ما يطرح من عدم قدرة الهلال على تحقيق الآسيوية مجددا رغم أنه فارسها الأول.. واليوم هانحن نرى من يؤكد أن الهلال غير قادر على تحقيق الدوري، وأن الفريق عاجز عن ذلك ليصبح الدوري لدى الجماهير الهلالية أولوية وسط متابعة وتشنج ورغبة قوية في تحقيقه بأي طريقة وبشكل يكاد يفقد الثقة بالفريق ولاعبيه كل ذلك لمجرد أن الرأي المنافس ردد عدم قدرة الهلال وابتعاده عن الدوري.. وهكذا أصبحت الجماهير الهلالية ردة فعل ويتحكم في رؤيتها المنافسون، وذلك بسبب غياب المرجعية الإعلامية التي كانت سابقاً تنطلق من إعلام قوي صاحب تأثير ورؤية ومصداقية وقفت صامدة لسنوات طويلة أمام جميع محاولات اختراقها والسيطرة عليها وتوجيهها من قِبل الإعلام المنافس.. غير أن تغير الأوضاع جعل الجماهير الهلالية هدفاً سهلاً لمحاولات التأثير والتوجيه، وبالتالي قيادتها من قِبل المنافسين نحو الوجهة التي يريدونها.. ولنا في تغير نظرة الهلاليين الحالية نحو الدوري أكبر مثال يعكس واقع الحال..
** عموماً الهلال حتى الآن ورغم كل شيء قادر على تحقيق اللقب والفوز به بسهولة في ظل وضعه الفني ووضع المنافسين المتردي، لكن ذلك لن يتحقق ما لم -وهنا أعود لذكر كل ما قلته سابقاً - أقول لن يتحقق ما لم يصبح أولوية قصوى لدى اللاعبين وهدفاً صريحاً لا يقبل أي تردد أو أعذار عندها سيحققونه بكل سهولة.. ولقاء النصر المقبل أولى خطوات تأكيد ذلك فلم يعد الهلاليون يحتملون أي إخفاق قد يفقد الفريق بطولة جديدة في متناوله.
لمسات
** مشروع جديد تم إعداده من قِبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب للنهوض بالكرة السعودية على كافة المستويات.. وذلك تحت عنوان (الطريق نحو 2022) وهو مشروع حقيقي سيكون لتطبيقه من قِبل اتحاد الكرة المقبل نتائج جيدة وفقاً لمحاكاته العديد من المشاريع المماثلة في دول متقدمة حققت بواسطة هذا التنظيم نتائج حقيقية طورت الكرة في بلادها. وشخصياً أعتبره البداية الحقيقية لنا على الطريق الصحيح منذ نكسة كأس العام 2002م.
* * *
** سبحان مغير الأحوال.. أصبح الهلال يشارك في الآسيوية بالصف الثاني ويبدع ويفوز بسهولة.. ويتشنج في الدوري ويخسر ويتعثر فقط لأن المنافسين أصبحوا يحددون قيمة البطولة وأهميتها فصدقنا صعوبة تحقيق الدوري، كما صدقنا صعوبة الآسيوية!!
* * *
** فريق نجران كسب تعاطف الجميع وتقديرهم لعمل إدارته وأداء نجومه وتعاملهم الاحترافي مع جميع الأندية وفق نظرة واحدة.. في حين بدأ فريق التعاون يفقد الكثير من تقدير واحترام المتابعين نتيجة تصريحات إدارته التي غيّرت نظرة الإعجاب إلى تعجب واستغراب بسبب تصريحات وتغريدات لم يكن التعاون بحاجة لها بقدر ما كان بحاجة للتعاطف والاحترام اللذين فقد الكثير منهما مؤخراً.
* * *
** لازلت عند رأيي أن الاتحاد لا يمكن أن يكون منافساً للهلال والأهلي على الدوري حتى وإن اقترب فمازال أمامه الكثير ليحقق بطولة الدوري وهو بهذا المستوى وهذه العناصر.