رجاء العتيبي
نؤكد باستمرار أن (صناعة المحتوى) هي أهم ما في الفعالية، أيا كانت, والفعالية بدون محتوى لا قيمة لها، لهذا يقول بيل جيتس: «Content is King» «المحتوى ملك»، كتأكيد على أهميته وأنه بدون المحتوى لا تقوم للفعالية قائمة.
ويبقى صناع المحتوى أهم الشخصيات التي يمكن أن يستعين بهم مدير الفعالية، فهم الذين يمكن أن يرفعوا الفعالية إلى مستويات متقدمة، وبدونهم تفشل، لظهور بدلاء لا يملكون الفكر الكافي لوضع محتوى يليق بالفعالية زمنا ومكانة وتأثيرا ومنطقا.
وهنا نتساءل ما علاقة الفعاليات (المسرحية، والتشكيلية، والفلكلورية، والسينمائية والمحاضرات والندوات وورش التدريب) بمعرض الكتاب، وكون الحديث ثقافيا، فلا يعني هذا مبررا لوجودها، وهذه نقطة خلاف أظهرها مع كل من أيد مثل هذه الفعاليات على هامش معرض الكتاب هذا العام وغيره من الأعوام السابقة.
أقترح بديلا عن ذلك, فعاليات تتعلق بمجال (النشر) باعتبار النشر مرتبط ارتباطا مباشرا بمعرض الكتاب، تنظمها المؤسسات والجمعيات المعنية بالنشر، محليا وخليجيا وعربيا ودوليا، فكان الأولى: تنظيم فعالية عن (تحديات النشر) أو غيرها مما يرتبط بالكتاب، بدلا من (تحديات الإخراج المسرحي)، لأن الفنون المسرحية لها جهاتها التي يمكن أن تنظم مثل هذا النوع من الأنشطة، وكذلك النشاط التشكيلي والتصوير والأفلام وغيرها، كل هذه الفنون لها مؤسساتها التي يمكن أن تجعل منها فعالية ذات قيمة.
أشير هنا إلى رأي مشابه قال به مسعود أمر الله مدير مهرجان الخليج السينمائي بدبي: «إني لا أرى أهمية بورش العمل والدورات التدريبية والندوات التي تتم على هامش مهرجان الأفلام السعودية الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، كل هذه الفعاليات لها مؤسسات تعتني بها، مشيرا إلى أن المهرجان يجب أن يتخصص في عرض الأفلام فقط، فهي التي تعطي للمهرجان قيمته».
هكذا يتحدث صناع المحتوى، ليست المسألة رصف فعاليات وكفى، ولا تقليد من سبقنا، ولكن المسألة في (الكيف) وابتكار فعاليات إبداعية تتناسب مع الحدث وتدعمه وتعطي له قيمة وهوية، وتميزه عن الأعوام السابقة، وتقدم الجديد.
إدارة المناسبات ليست بالأمر الهين، والأصعب من ذلك إدارة المحتوى، وتخصيص أجور مجزية لهؤلاء البشر ممن يتميزون في هذا المجال، ليست خسارة عليهم، ويستحقون التعب والوقت الطويل في البحث عنهم.