د.أحمد بن عبدالله بن حمد السناني
(1) قصائد خالدات: «عودة الغائب» و«صدى العودة» للشاعرين الكبيرين عبدالله الصالح العثيمين وعبدالله الحمد السناني... أو
(2) قصة قصيدة: «صدى العودة» قصيدة الشاعر عبدالله السناني ردا على قصيدة صديقه الشاعر عبدالله العثيمين «عودة الغائب»
بعد وفاة والدي الشاعر عبدالله بن حمد السناني رحمه الله في صباح يوم الجمعة 21 محرم 1409هـ الموافق 2 سبتمبر 1988م وجدت بين كتبه نسخة من ديوان الدكتور عبدالله الصالح العثيمين- شفاه الله- (عودة الغائب) وبداخله إهداء بخط يده: «إلى أخي الكريم أبي سامي مع خالص ودي».
ولم أعلم إلا بعد 10 عشر سنوات من عثوري على الديوان أن السناني سبق أن نظم قصيدة من 58 بيتا في مدح صديقه العثيمين عنوانها (صدى العودة) ومطلعها:
يا شاعرا قد قضى الأوطان ما وجبا
هفا إلى الشرق نجما بعدما غربا
وهي رد على قصيدة «عودة الغائب» 27 بيتا التي نظمها العثيمين بعد عودته من اسكتلندا عام 1972م - 1392هـ بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة ادنبره وأرسلها للسناني في حينه ثم نشرها بعد 9 سنوات في ديوانه الذي أصدرته «دار العلوم» في عام 1401هـ 1981م وسمى بها الديوان ومطلعها:
طربت ماذا على المشتاق أن طربا
لما دنت لحظات نحوهن صبا؟
أرست على مدرج الأمجاد طائرتي
وموعدي مع أحلامي قد اقتربا
وكان أول علمي بها من مقال (مجيدون.. ولم يشعروا بالتفوق) للكاتب عبدالعزيز محمد الذكير في زاويته «نافذة الرأي» المنشور في جريدة الرياض بتاريخ 1419/7/15هـ الموافق 1998/11/4م .. والذي قال فيه:
قصيدة يعود تاريخ كتابتها إلى 1393/12/24هـ للشاعر المرحوم -إن شاء الله- عبدالله الحمد السناني.
والقصيدة رد على صديقه الشاعر عبدالله الصالح العثيمين بعد عودة الأخير من دراسته في انجلترا..
لدي كامل القصيدة لكنني أختار للقارئ العزيز بعضا من أبياتها لتظهر روح الجزالة والسلاسة والعطاء الأدبي الأصيل.. أبيات من وسط القصيدة تقول:
الشعر مذ شع فالأطلال مشرقة
كم قلدتها «البكاة» الدر والذهبا
لحن الحنين وفاء جئت تعزفه
فدل أن معين «الخير» ما نضبا
كم «رائد» يحمل الألقاب عاد لنا
خالي الوفاض فلا علما ولا أدبا
وحل ضيفا على الأوطان مدعيا
مداره سدة الأفلاك والشهبا
أوحى له الوهم في مغزى رسالته
أن المناصب تعطي المرء ما سلبا
***
ويخاطب صديقه العثيمين.. ويستثنيه من أولئك فيقول:
حاشاك ما كنت إلا «اليتم» في صدف
قد حطم «الغرب» عنه القشر والحجبا
وأرى أنه في الأعوام التي صاحبت الفورة العقارية أصاب العضو الأدبي في كياننا نوع من الشلل النصفي فانكفأ المتعلم والأديب على الوظيفة أو تجارة العقار وصفهم الشاعر المرحوم بقوله:
سر «الثلاثة» دنيا «الكهف» قد ألفوا
فأصبحوا «آية» في نومهم «عجبا»
أسماؤهم في «رقيم» الشعر قد نعست
وكلهم في «وصيد» الصمت قد رغبا
جزالة من شاعر.. وأستاذ درسنا أوليات القوافي ومعاني الشعر الجيد.. رحمه الله}..
انتهى ما كتبه الذكير.
أقدم الشكر للكاتب والزميل السابق في الأمانة العامة لمجلس التعاون الأستاذ عبدالعزيز الذكير على تقديره ووفائه لأستاذه عبدالله السناني وللدكتور عبدالله العثيمين مع العلم أن الأبيات المنشورة في مقاله ورد فيها عدة أخطاء صححتها هنا..
· وأعتذر لأستاذنا وشاعرنا ومؤرخنا الكبير الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين حيث إني سبق أن طلبت منه قبل حوالى 7 سنوات قصيدة والدي- رحمه الله- «صدى العودة» لنشرها مع قصيدته «عودة الغائب» في ديوان الوالد عند صدوره وفي جريدة الجزيرة ورحب بذلك وبحث عنها ثم اتصل بي وشرفني بتسليمها لي في مكتبه في الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية بحضور اللواء عبدالقادر كمال عضو مجلس الشورى وآخرين، ولكن للأسف لم يصدر ديوان السناني حتى الآن ولم تنشر القصيدتان في جريدة الجزيرة حيث لم أرسلهما للنشر في حينه لحرصي على كتابة مقال يصاحبهما يليق بالقصيدتين والشاعرين وكنت قد كتبت جزءا منه ثم أشغلتني ظروف قاهرة ونسيت الأوراق داخل ملف مثقل بالمواضيع المؤجلة..
· وأشكر سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير على نشر مقالي هذا كاملا مع القصيدتين كاملتين..
· وأقدم مع التقدير هذه الاقتراحات إلى مؤسسة الجزيرة الصحفية والى مؤسسة الملك فيصل الخيرية:
(أولا) أقترح النظر في إمكانية طباعة مؤسسة الجزيرة للطباعة والنشر مقالات وقصائد الدكتور عبدالله العثيمين الاثنينية التي نشرت في جريدة الجزيرة وفي المجلة الثقافية في السنوات الماضية في مجلدات وأقراص فهي سجل ومرجع تاريخي وأدبي ولغوي وإعلامي وسياسي سعودي وعربي قيم وهام.
ويؤيد اقتراحي هذا ما كتبه الأديب الكبير الأستاذ على محمد العمير في رسالة الى رئيس التحرير أبي بشار بعنوان (الدكتور العثيمين كاتب قد لا يجود الزمان بمثله) منشورة في صفحة عزيزتي الجزيرة في عدد الاثنين 28 شعبان 1431هـ 9 أغسطس 2010م حيث قال:
«لو لم يكن لدى الجزيرة من الكتاب الجيدين غير الدكتور عبدالله الصالح العثيمين وحده لأمكنها الوقوف شامخة بكل فخار واعتزاز .. إنني لم أسعد بشرف المعرفة الشخصية به وإن كنت أعرفه على نحو أعمق من خلال قراءاتي لكل ما يقع تحت يدي من كتبه وشعره ونثره ..بل غرره ودرره!! إنه الكاتب المفكر النابه الذي قد لا يجود الزمان بمثله على مدى زمني طويل..»
وما كتبه أ. د. عبدالعزيز بن صالح الهلابي في مقاله (عبدالله العثيمين المؤرخ) في المجلة الثقافية - جريدة الجزيرة عدد 406 الصادر في الخميس 6 رجب 1434هـ 16 مايو 2013م حيث قال:
«عبدالله العثيمين ليس باحثا فحسب بل هو صاحب رسالة لا يكتب أبحاثا للنخبة الأكاديمية بل رسالته أن يتواصل مع طلاب العلم والناس على مختلف مستوياتهم وأن يقرب ما يكتب الى القارئ حسب مستواه».. إلى أن يقول «فألف كتابا من جزءين عنوانه {تاريخ المملكة العربية السعودية} ولا أدل على نجاحه في رسالته أن كتابه هذا طبع ست عشرة 16 طبعة ولا أظن كتابا بالمملكة العربية السعودية حظي بمثل تكرار هذه الطبعات»
كما نشرت المجلة الثقافية ملفا خاصا عنه في العدد 182 الصادر في الاثنين 26 ذي الحجة 1427هـ 15 يناير 2007م عنوانه (عبدالله العثيمين: الشاعر .. المؤرخ .. الأمين) وكتب فيه بعض قادة الفكر والرأي مثل الدكتور غازي القصيبي والدكتور محمد عبده يماني رحمهما الله
(ثانيا) أشكر سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية على كلماته ووقفة الوفاء للأمين العام السابق لجائزة الملك فيصل العالمية البروفسور عبدالله العثيمين في حفل توزيع الجائزة الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين في الشهر الماضي وأقترح على سموه الكريم ترشيح العثيمين لنيل جائزة الملك الفيصل العالمية في دورتها القادمة تقديرا لجهوده التي قام بها كأمين عام للجائزة مدة ثلاثة عقود 30 عاما متواصلة حيث لم تخدم جهوده العظيمة مجالات الجائزة التاريخية والعلمية والطبية والأدبية والاسلامية فقط بل كانت خدمة وبرا بشعب المملكة وقادتها الكرام ..
هذا عدا كونه أصدر أكثر من 30 مؤلفا تخصصيا وعشرة دوواين شعر ونشر الكثير من البحوث في مجلات ودوريات علمية عديدة وعمل أستاذا جامعيا ورئيسا لقسم التاريخ بجامعة الملك سعود وعضوا في عدد من المجالس الأكاديمية والعلمية المهمة في الجامعة ووزارتي المعارف والتعليم العالي وعمل عضوا في مجلس الشورى السعودي لمدة عشر سنوات وهو عضو في مجلس ادارة مؤسسة الفكر العربي وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة (أ. د. محمد بن عبدالرحمن الهدلق «عبدالله العثيمين شاعرا وأكاديميا» المجلة الثقافية عدد 407 الصادر في 13 رجب 1434هـ 23 مايو 2013م) ..
(ثالثا) وأقترح على سموه الكريم دراسة إنشاء «مركز الدكتور عبدالله العثيمين للدراسات التاريخية» ضمن أجهزة مؤسسة الملك فيصل الخيرية أو جامعة الملك سعود أو دارة الملك عبدالعزيز وإنشاء جائزة وطنية باسمه لطلاب وباحثي دراسات تاريخ المملكة العربية السعودية..
(رابعا) وأخيرا وليس آخرا يشرفني أن أقترح مراجعة مجالات جائزة الملك فيصل العالمية وإضافة ثلاثة فروع جديدة هي:
(1) جائزة التنمية المستدامة (حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية).
(2) جائزة الأمن والسلام العالمي أو (حوار الثقافات والحضارات).
(3) جائزة الأقليات المسلمة (العنف والتمييز ضد المسلمين والفقر والجهل والمرض).
حيث إن الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله- هو مؤسس سياسة (التضامن الاسلامي) وعمل عليها بهمة حتى آخر أيام حياته.