د. أحمد بن عبدالله بن حمد السناني
إن جائزة الـ2.8 مليون دولار التي وضعها آية الله الخميني في عام 1989م لقتل «سلمان رشدي» الهندي الأصل بريطاني الجنسية، وزادت قيمتها الحكومة الإيرانية نصف مليون لتصبح 3.3 مليون دولار في سبتمبر 2012م زادت بشكل كبير من مبيعات كتابه «الآيات الشيطانية» الذي شوه صورة الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومن ذلك تصويره كمغتصب للأطفال القصر حتى أصبح أحد أكثر الكتب مبيعا في التاريخ وجعلت رشدي من مشاهير العالم وحصل على عدة جوائز دولية ومنحته حكومة الملكة اليزابيث الثانية لقب «سير» أو «فارس»، حيث يعد منح رشدي هذا اللقب تتويجا للمعركة التي حولته إلى واحد من الأبطال البارزين في تشويه صورة الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام وإعلان بانتصار تيار سياسي أوروبي يقوم على مناهضة الإسلام والحط من قيمته كدين وتصوير نبيه كإنسان مريض وإرهابي فرض ديانته بحد السيف. مع العلم أن كتاب «سلمان رشدي» كتاب عادي سخيف ولولا فتوى وجائزة الخميني لما انتبه له أو قرأه أحد.
وقد زادت فتوى وجائزة الخميني الطين بلة فأعطت العالم صورة سيئة عن الإسلام ولم توقف الحملات ضده بل زادتها وسهلت على الإعلام المعادي للإسلام إنتاج المزيد من الكتب والمقالات والأفلام والبرامج التلفزيونية و الأخبار والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والرسول بل زادت من الجوائز المخصصة للإبداع الفني والأدبي في تشويه صورة الإسلام ورسوله وزادت من كره الإسلام «الإسلاموفوبيا»..
وأدت الاحتجاجات العنيفة في عدد من الدول الإسلامية والتفجيرات والاختطافات ولاحقا قتل السفراء وقتل داعش -صنيعة الاستخبارات الأجنبية- للأسرى بقطع رقابهم أو حرقهم أمام العالم أدت إلى نتائج سلبية أخرى خطيرة يريدها أعداء الأمة ليؤكدوا للعالم بأننا أمة همجية دينها الإسلام دين عنف وإرهاب وقتل واغتصاب ونقض للعهود ويجب إزالته وأهله..
قال تعالى: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ سورة التوبة.
عليه فإني أقترح أهمية سرعة تأسيس جائزة عالمية سنوية كبيرة مع أوسمة باسم «جائزة محمد رسول الله العالمية» لأفضل حكومة يصدر قانون يخدم الإسلام أو الأقليات المسلمة لديها وأفضل منظمة ومركز يخدم أو يعرف بالإسلام وأفضل قسم أو كلية في جامعة تعلم الإسلام الحق وأفضل كتاب وأفضل قصيدة ومقال وكاريكاتير وأفضل برنامج تلفزيوني وأفضل فلم وثائقي وأفضل فلم سينمائي عن الإسلام والقرآن الكريم وسيرة وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كفيل بدحر عصابات الإرهاب وجرائم القاعدة وداعش ومؤلف كتاب «الآيات الشيطانية» سلمان رشدي ومنتجي فيلم «براءة المسلمين» ورسامي الكاريكاتورات الدانمركية والفرنسية عن الرسول صلى الله عليه وسلم والقس جونز منفذ مهرجانات حرق القرآن وتدنيسه وغيرهم كثير ..
قال تعالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) سورة التوبة.
بقي أن أضيف أن تاريخ صدور وإعلان فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي وناشر الكتاب هو 14 فبراير 1989 أثناء احتفال مئات ملايين البشر حول العالم بالحب ويتبادلون الورود الحمراء وليس الدم الأحمر, حيث إن يوم 14 فبراير هو ذكرى إعدام القديس فالنتاين Valentine الذي أعدمه إمبراطور روماني بسبب عقده قران بعض العشاق في وقت كان الإمبراطور قد أصدر قرارا يحظر مؤقتا عقود الزواج بسبب الحرب (ويسمى يوم ضحايا الحب ويوم الحب ويوم المحبين).
وهو نفسه تاريخ ما يسمى الثورة الشعبية الشيعية بالبحرين (2011م).
ونفس تاريخ اغتيال «صديق المملكة» رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري رحمه الله (2005م).
وتاريخ «الاتحاد» بين الأردن والعراق في «الاتحاد العربي الهاشمي» (1958م)..
وتاريخ عقد أول «اجتماع» للكنيست «البرلمان» الإسرائيلي (1949م).
هل يوجد علاقة بين تاريخ 14 فبراير (ذكرى الفالنتاين أو يوم المحبين) وهذه الأحداث؟؟
أنا أعتقد ذلك والله أعلم.
وأناشد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله تأييد اقتراحي و إعلان الجائزة ومنحها في يوم 14 فبراير من كل عام وهو نفس تاريخ إعلان الخميني للجائزة وستكون خطوة تاريخية رائعة للرد على دولة الملالي في إيران والانتصار عليها في حربها السياسية والإعلامية الشرسة ضد المملكة وإبراز دور المملكة كدولة راعية وخادمة للإسلام دين السلام والمحبة.